فيه على دلالة غير الاجماع لأن فقد الاجماع من القول لا يوجب بطلانه.. وحكي أن واصلا كان يقول أراد الله من العباد أن يعرفوه ثم يعملوا ثم يعلموا قال الله تعالى (يا موسى إني أنا الله) فعرفه نفسه ثم قال (اخلع نعليك) فبعد ان عرفه نفسه أمره بالعمل قال والدليل على ذلك قوله تعالى (والعصر إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا) يعنى صدقوا (وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) علموا وعملوا وعلموا.. وروى المبرد قال حدثت أن واصل بن عطاء أقبل في رفقة فأحسوا بالخوارج وكانوا قد أشرفوا على العطب فقال واصل لأهل الرفقة ان هذا ليس من شأنكم فاعتزلوا ودعوني وإياهم فقالوا شأنك قال الخوارج له ما أنت وأصحابك قال مشركون مستجيرون ليسمعوا كلام الله ويقيموا حدوده فقالوا قد أجرناكم قال فعلمونا أحكامه فجعلوا يعلمونه أحكامهم وجعل يقول قد قبلت أنا ومن معي قالوا فامضوا مصاحبين فإنكم اخواننا قال لهم ليس ذلك لكن قال الله تعالى (وان أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه) فأبلغونا مأمننا فساروا بأجمعهم حتى بلغو الأمن.. وحكى أن محمدا وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن كانا ممن دعاهما واصل إلى القول بالعدل فاستجابا له وذلك لما حج واصل ودعا الناس بمكة والمدينة..
وحكى أبو القاسم البلخي أن عبد الله قال لابنه محمد كل خصالك محمودة إلا قولك بالقدر قال يا أبت فهو شئ أقدر على تركه فورد الكلام على رجل عاقل فقال لأعاتبنك عليه أبدا.. [قال المرتضى رضي الله عنه] قال أبو القاسم يقول إن كنت أقدر على تركه فهو قولي وان كنت لا أقدر عليه فلم تعاتبني على شئ لا أقدر عليه.. فأما عمرو بن عبيد فيكنى أبا عثمان مولى لبني العدوية من بني تميم قال الجاحظ هو عمرو بن عبيد بن باب وباب نفسه من سبي كابل من سبي عبد الرحمن بن سمرة وكان باب مولى لبني العدوية قال وكان عبيد شرطيا وكان عمرو متزهدا فكانا إذا اجتازا معا على الناس قالوا هذا شر الناس أبو خير الناس فيقول عبيد صدقتم هذا إبراهيم وأنا تارخ.. قال علي بن الجعد هو عبيد بن باب وكان بوابا للحكم بن أيوب قال وكان باب مكاريا له دكان معروف يقال له دكان باب وكان فارسيا وللفرزدق معه خبر مشهور تركنا ذكره لشهرته وفحش فيه.. وذكر أبو الحسين