وقاضيا لحق وفي حاجة لبعض أصدقائي وهي كذا وكذا فقال لا تشغلنا الساعة عن المحادثة فاني في غدا أوجه إليك بالكتاب فلما كان من الغد وجه إلي بالكتاب فقلت لابني وجه هذا الكتاب إلى فلان ففيه حاجته فقال لي ان أبا عثمان بعيد الغور فينبغي أن تفضه وتنظر ما فيه ففعل فإذا في الكتاب كتابي إليك مع من لا أعرفه وقد كلمني فيه من لا أوجب حقه فان قضيت حاجته لم أحمدك وان رددته لم أذممك فلما قرأت الكتاب مضيت من فوري إلى الجاحظ فقال يا أبا عبد الله قد علمت أنك أنكرت ما في الكتاب فقلت أوليس موضع نكرة فقال لا هذه علامة بيني وبين الرجل فيمن اعتني به فقلت لا والله ما رأيت رجلا أعلم بطبعك وما حلت عليه من هذا الرجل أعني صاحب الحاجة أعلمت انه لما قرا الكتاب قال اعط أم الجاحظ عشرة آلاف وأم من يسأله فقلت ما هذا أتشتم صديقنا فقال هذه علامتي فيمن أشكره.. وفي رواية أخرى ان أبا العيناء سلم الكتاب إلي صاحب الحاجة وقال له فض الكتاب فقال إنه مختوم فقال طينة فهو من ظنه.. [قال المرتضى] رضي الله عنه وأظن أن أبا العيناء تنبه على فض الكتاب وقراءته بخبر طرفة بن العبد والمتلمس الضبعي وذاك أنهما وفدا على عمرو بن هند ونادماه واحتظيا به ثم أفضى الامر إلى أن هجاه كل واحد منهما (1) وعرض به بالشعر
(١٢٨)