عن طاعته لان الملة هي مشتوي الخبز يقال مل الرجل الخبزة وغيرها يملها إذا اشتواها في الملة وقيل إن الجمر لا يقال له ملة حتى يخالطه رماد. والمعنى الثاني أن يكون أراد انه لا يسرع إلى عقابكم بل يحلم عنكم رفقا وحتى تملوا حلمه وتستعجلوا عذابه بركوبكم المحارم وتتابعكم في المآثم.. وروي انه قيل للفرزدق هل حسدت أحدا على شئ من الشعر فقال لا لم أحسد على شئ منه إلا ليلى الا خيلية في قولها ومخرق عنه القميص تخاله * بين البيوت من الحياء سقيما حتى إذا رفع اللوي رأيته * تحت اللوي على الخميس زعيما (1) لا تقربن الدهر آل مطرف لا * ظالما أبدا ولا مظلوما .. قال علي أنني قد قلت وركب كأن الريح تطلب عندهم * لهاترة من جذبها بالعصائب سروا يخبطون الليل وهي تلفهم * إلي شعب الأكوار من كل جانب إذا أبصروا نارا يقولون ليتها وقد خصرت أيديهم نار غالب (2) وليس أبيات الفرزدق بدون أبيات ليلى بل هي أجزل ألفاظا وأشد أسرا الا أن أبيات ليلى أطبع وأنصع.. وقد كان الفرزدق مشهورا بالحسد على الشعر والاستكثار لقليله والافراط في استحسان مستحسنه.. وروي ان الكميت بن زيد الأسدي رحمه الله لما عرض على الفرزدق أبياتا من قصيدته التي أولها
(٤٣)