قبره بمران وهو موضع على ليال من مكة على طريق البصرة (1) وأنشأ يقول صلى الإله عليك من متوسد * قبرا مررت به على مران قبرا تضمن مؤمنا متخشعا * عبد الإله ودان بالفرقان وإذا الرجال تنازعوا في شبهة * فصل الخطاب بحكمة وبيان فلو ان هذا الدهر أبقى صالحا * أبقا لنا عمرا أبا عثمان فأما أبو الهذيل العلاف فهو محمد بن الهذيل بن عبيد الله بن مكحول العبدي .. وقال أبو القاسم البلخي هو من موالي عبد القيس ولد في سنة أربع وثلاثين ومائة .. وقال أبو الحسن الخياط ولد سنة إحدى وثلاثين ومائة وقيل إنه توفي في أول أيام المتوكل سنة خمس وثلاثين ومأتين وكان سنة مائة سنة.. قال البرذعي لحق أبا الهذيل في آخر عمره خرف إلا أنه لم يكن يذهب عليه معرفة المذهب والقيام بحجته وكف بصره قبل وفاته.. وأخذ أبو الهذيل الكلام عن عثمان الطويل صاحب واصل بن عطاء.. وقيل إن أبا الهذيل في حداثته بلغه أن رجلا يهوديا قدم البصرة وقطع جماعة من متكلميها فقال لعمه يا عم أمض بي إلى هذا اليهودي حتى أكلمه فقال له عمه يا بني كيف تكلمه وقد عرفت خبره وانه قطع مشايخ المتكلمين فقال لابد من أن تمضي بي إليه فمضى به قال فوجدته يقرر الناس على نبوة موسى عليه السلام فإذا اعترفوا له بها قال نحن على ما اتفقنا عليه إلى أن نجتمع على ما تدعونه فتقدمت إليه فقلت أسألك أم تسألني فقال بل أسألك فقلت ذاك إليك فقال لي أتعترف بأن موسى نبي صادق أم تنكر ذلك فتخالف صاحبك فقلت له إن كان موسى الذي تسألني عنه هو الذي بشر بنبيي وشهد بنبوته وصدقه فهو نبي صادق وإن كان غير من وصفت فذلك شيطان لا أعترف بنبوته فورد عليه ما لم يكن في حسابه ثم قال لي أتقول ان التوراة حق فقلت هذه المسألة تجري مجرى الأولى إن كانت هذه التوراة التي تسألني عنها هي التي تتضمن
(١٢٤)