وجرى المثل بصحيفة المتلمس فقال الفرزدق يذكر الشعراء الذين أورثوه أشعارهم وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا * وأبو يزيد وذو القروح وجرول وأخو بني قيس وهن قتلنه * ومهلهل الشعراء ذاك الأول يعني بالنوابغ النابغة الذبياني والجعدي ونابغة بني شيبان ويعني بأبي يزيد المخبل السعدي وجرول هو الحطيئة وذو القروح أمرؤ القيس وأخو بني قيس طرفة ومعنى قوله - وهن قتلنه - يعني القصائد التي هجا بها عمرو بن هند.. ويقال ان صاحب هذه القصة هو النعمان بن المنذر وذلك أشبه بقول طرفة أبا منذر كانت غرورا صحيفتي * ولم أعطكم بالطوع مالي ولا عرضي أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا * حنانيك بعض الشر أهون من بعض وأبو المنذر هو النعمان بن المنذر وكان النعمان بعد عمرو بن هند وقد مدح طرفة المتلمس في النعمان فلا يجوز أن يكون عمرو قتله فيشبه أن تكون القصة مع النعمان (مجلس آخر 13) وكان أبو سهل بشر بن المعتمر من وجوه أهل الكلام ويقال ان جميع معتزلة بغداد كانوا من مستجيبيه.. وقال أبو القاسم البلخي انه من أهل بغداد وقيل من أهل الكوفة وذكر الجاحظ انه كان أبرص.. حكى انه كان يوما في مجلسه وعنده أصحابه ومعه مجبر يسألهم ويقول أنتم تحمدون الله على إيمانكم وهم يقولون نعم فيقول لهم فكأنه يحب أن يحمد على ما لم يفعل وقد ذم ذلك في كتابه فيقولون له إنما ذم من أحب أن يحمد على ما لم يفعل ممن لم يعن عليه ولم يدع إليه وهو يشغب عليهم إذ أقبل ثمامة بن أشرس فقال بشر للمجبر قد سألت القوم وأجابوك وهذا أبو معن فاسأله عن المسألة
(١٣١)