بمدح قال نعم تريك القذى وتقيك الأذى ولا تستر ما ورى قال فذمها قال سريع كسرها بطئ جبرها قال فصف هذه النخلة وأومأ إلى نخلة في داره فقال أبمدح أم بذم قال بمدح قال حلو مجتناها باسق منتهاها ناضر أعلاها قال فذمها قال هي صعبة المرتقى بعيدة المجتنى محفوفة بالأذى فقال الخليل يا بني نحن إلى التعلم منك أحوج.. [قال المرتضى] رضي الله عنه وهذا بلاغة من النظام حسنة لان البلاغة هي وصف الشئ ذما أو مدحا بأقصى ما يقال فيه.. وشبيه بهذا المعنى خبر لبيد المشهور في هجائه البقلة التي امتحن بهجائها واختبر بذمها فقال فيها أبلغ ما يقال في مثلها وذلك أن عمارة وأنسا وقيسا والربيع بني زياد العبسيين (1) وفدوا على النعمان بن المنذر ووفد عليه العامريون بنو أم البنين وعليهم أبو عامر بن مالك جعفر بن كلاب وهو ملاعب الأسنة وكان العامريون ثلاثين رجلا وفيهم لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب وهو يومئذ غلام له ذؤابة وكان الربيع بن زياد العبسي ينادم النعمان ويكثر الجلوس عنده ويتقدم على من سواه وكان يدعى الكامل لشطاطه وبياضه وكماله فضرب النعمان قبة على أبي براء وأجرى عليه وعلى من كان معه النزل فكانوا يحضرون النعمان لحاجتهم فافتخروا يوما بحضرته فكان العبسيون يغلبون العامريين وكان الربيع إذا خلى بالنعمان طعن فيهم وذكر معائبهم ففعل ذلك مرارا لعداوته لبني جعفر لأنهم كانوا أسروه فصد النعمان عنهم حتى
(١٣٤)