فنسب اللعب إلى الدهر والقنا تشبيها.. وقال ذو الرمة وأبيض موشي القميص نصبته * على خصر مقلاة سفيه جديلها فسمى اضطراب زمامها وشدة تحركه سفها لأن السفه في الأصل هو الطيش وسرعة الاضطراب والحركة وإنما وصف ناقته بالذكاء والنشاط.. وأما قوله - وأبيض موشي القميص - فإنما عني سيفه وقميصه جفنه والمقلاة الناقة التي لا يعيش لها ولد * والوجه الثالث أن يكون المعنى انه تعالى لا يقطع عنكم فضله واحسانه حتى تملوا من سؤاله ففعلهم ملل على الحقيقة وسمى فعله مللا وليس بملل على الحقيقة للازدواج ومشاكلة اللفظتين في الصورة وان اختلفا في المعنى ومثل هذا قوله تعالى (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم.. وجزاء سيئة سيئة مثلها).. ومثله قول الشاعر وهو عمرو بن كلثوم التغلبي ألا لا يجهلن أحد علينا * فنجهل فوق جهل الجاهلينا وإنما أراد المجازاة على الجهل لان العاقل لا يفخر بالجهل ولا يتمدح به.. والوجه الرابع أن يكون الراوي وهم وغلط من الفتح إلى الضم وأن يكون قوله يمل بالضم لا بالفتح وعلى هذا يكون له معنيان أحدهما انه لا يعاقبكم بالنار حتى تملوا من عبادته وتعرضوا
(٤٢)