ولا تحم من بعض الأمور تعززا * فقد يورد الذل الطويل التعزز وهذان البيتان يرويان لعبد الله بن معاوية الجعفري.. وروى لأبي الطمحان أيضا في مثل هذا المعنى يا رب مظلمة يوما لطيت بها * تمضي على إذا ما غاب نصارى حتى إذا ما انجلت عني غيابتها * وثبت فيها وثوب المخدر الضاري ومن المعمرين عبد المسيح بن بقيلة الغساني وهو عبد المسيح بن عمرو بن قيس ابن حيان بن بقيلة وبقيلة اسمه ثعلبة وقيل الحارث وإنما سمي بقيلة لأنه خرج في بردين أخضرين على قومه فقالوا له ما أنت إلا بقيلة فسمي لذلك.. وذكر الكلبي وأبو مخنف وغيرهما انه عاش ثلاثمائة سنة وخمسين سنة وأدرك الاسلام فلم يسلم وكان نصرانيا وروى أن خالد بن الوليد لما نزل على الحيرة وتحصن منه أهلها أرسل إليهم ابعثوا إلي رجلا من عقلائكم وذوي أنسابكم فبعثوا إليه بعبد المسيح بن بقيلة فأقبل يمشي حتى دنا من خالد فقال أنعم صباحا أيها الملك قال قد أغنانا الله عن تحيتك فمن أين أقصى أثرك أيها الشيخ قال من ظهر أبي قال فمن أين خرجت قال من بطن أمي قال فعلام أنت قال على الأرض قال ففيم أنت قال في ثيابي قال أتعقل لا عقلت قال أي والله وأقيد قال ابن كم أنت قال ابن رجل واحد قال خالد ما رأيت كاليوم قط إني أسأله عن الشئ وينحو في غيره قال ما أجبتك إلا عما سألت فاسأل عما بدا لك قال أعرب أنتم أم نبط قال عرب استنبطنا ونبط استعربنا قال فحرب أنتم أم سلم قال بل سلم قال فما هذي الحصون قال بنيناها للسفيه نحذر منه حتى يجئ الحليم فينهاه قال كم أتى لك قال خمسون وثلاثمائة سنة قال فما أدركت قال أدركت سفن البحر في السماوة في هذا الجرف ورأيت المرأة تخرج من الحيرة وتضع مكتلها على رأسها لا تزود إلا رغيفا حتى تأتي الشام ثم قد أصبحت خرابا يبابا وذلك دأب الله في العباد والبلاد قال ومعه سم ساعة يقلبه في كفه فقال له خالد ما هذا في كفك قال هذا السم قال ما تصنع به قال إن كان عندك ما يوافق قومي وأهل بلدي حمدت الله وقبلته وإن كانت الأخرى لم أكن أول من
(١٨٨)