أن عبد الله بن طاهر كان يوما عند المأمون فقال له يا أبا العباس من أشعر من قال الشعر في خلافة بني هاشم قال أمير المؤمنين أعرف بهذا مني قال قل على كل حال قال عبد الله أشعرهم الذي يقول في معن بن زائدة أيا قبر معن كنت أول حفرة * من الأرض خطت للسماحة مضجعا أيا قبر معن كيف وأريت جوده * وقد كان منه البر والبحر مترعا بلى قد وسعت الجود والجود ميت * ولو كان حيا ضقت حتى تصدعا والأبيات للحسين بن مطير الأسدي وهي تزيد على هذا المقدار وأولها ألما علي معن فقولا لقبره * سقتك الغوادي مربعا ثم مربعا .. ومنها فتى عيش في معروفه بعد موته * كما كان بعد السيل مجراه مرتعا فلما مضى معن مضى الجود وانقضي * وأصبح عرنين المكارم أجدعا (مجلس آخر 16) [تأويل آية] ان سأل سائل فقال ما الوجه في قوله تعالى (إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق) وفي موضع آخر (وقتلهم الأنبياء بغير حق) وظاهر هذا القول يقتضي ان قتلهم قد يكون بحق.. وقوله تعالى (ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به).. وقوله (ان الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها).. وقوله (ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا).. وقوله (يسألون الناس إلحافا). والسؤال عن هذه الآيات كلها من وجه واحد وهو الذي تقدم. الجواب اعلم أن للعرب فيما جرى هذه المجرى من الكلام عادة معروفة ومذهبا مشهورا عند من تصفح كلامهم وفهم عنهم مرادهم بذلك المبالغة في النفي وتأكيده.. فمن ذلك
(١٦٤)