وهما مرادان في المعنى مع الحذف وذلك نحو قوله تعالى (فإنه يعلم السر وأخفى) المعنى وأخفى من السر فكذلك قوله تعالى (وأضل سبيلا) فكما أن هذه لا يكون الاعلى أفعل من كذا فكذلك المعطوف عليه [تأويل خبر].. روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال تفئ الأرض أفلاذ كبدها مثل الأصطوان من الذهب والفضة فيجئ القاتل فيقول في مثل هذا قتلت ويجئ القاطع الرحم فيقول في مثل هذا قطعت رحمي ويجئ السارق فيقول في مثل هذا قطعت يدي ثم يتركونه ولا يأخذون منه شيئا.. معنى - تفئ - أي تخرج ما فيها من الذهب والفضة وذلك من علامات قرب الساعة.. وقوله تفئ تشبيه واستعارة من حيث كان اخراجا واظهارا وكذلك تسمية ما في الأرض من الكنوز كبدا تشبيها بالكبد التي في بطن البعير وغيره وللعرب في هذا مذهب معروف.. قال مرة بن محكان (1) السعدي في قدر نصبها للأضياف لها أزيز يزيل اللحم إزمله * عن العظام إذا ما استحمشت غضبا ترمي الصلاة بنبل غير طائشة * وفقا إذا آنست من تحتها لهبا فوصفها بالغضب تشبيها واستعارة.. فأما - الأزيز - فهو الغليان والعرب تقول لجوفه أزيز مثل أزيز المرجل - والأزمل - الصوت - واستحمشت - أي غضبت يقال حمشه
(٦٥)