كتب إليه يلتمس معاقده الإخاء والاجتماع على المودة والصفاء فأخر جوابه فكتب إليه كتابا آخر يسترثيه فكتب إليه عبد الله ان الإخاء رق فكرهت ان أملك رقي قبل ان أعرف حسن كنهك.. وكان يقول ذلل نفسك بالصبر على الجار السوء والعشير السوء والجليس السوء فان ذلك لا يكاد يخطئك.. وكان يقول إذا نزل بك أمر مهم فانظر فإن كان مما له حيلة فلا تعجز وإن كان مما لا حيلة فيه فلا تجزع.. ودعاه عيسى ابن علي للغداء فقال أعز الله الأمير لست يومي للكرام أكيلا قال ولم قال لانى مزكوم والزكمة قبيحة الجوار مانعة من عشرة الأحرار.. وكتب إلى بعض اخوانه أما بعد فتعلم العلم ممن هو أعلم به منك وعلمه من أنت أعلم به منه فإنك إذا فعلت ذلك علمت ما جهلت وحفظت ما علمت.. وقال لبعض الكتاب إياك والتتبع لوحشي الكلام طمعا في نيل البلاغة فان ذلك هو العي الأكبر.. وقال لآخر عليك بما سهل من الألفاظ مع التجنب لألفاظ السفلة.. وقيل له ما البلاغة فقال التي إذا سمعها الجاهل ظن أنه يحسن مثلها.. وقال لا تحدث من تخاف تكذيبه ولا تسأل من تخاف منعه ولا تعد ما لا تريد إنجازه ولا تضمن ما لا تثق بالقدرة عليه ولا ترج ما تعنف برجائه ولا تقدم على ما تخاف العجز عنه.. وقال لبعض اخوانه إذا صاحبت ملكا فاعلم أنهم ينسبونك إلى قلة الوفاء فلا تشعرن قلبك استبطاءه فإنه لم يشعر أحد قلبه إلا ظهر على لسانه إن كان سخيفا وعلى وجهه إن كان حليما.. وكان يقول إن مما سخا بنفس العالم عن الدنيا علمه بان الأرزاق لم يقسم فيها على قدر الأخطار.. وأما ابن أبي العوجا فقد ذكر ما روى من اعترافه بدسه في أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام أحاديث مكذوبة وروى أنه رأى عدلا قد كتب عليه آية الكرسي فقال لصاحبه لم كتبت هذا عليه فقال لئلا يسرق فقال قد رأينا مصحفا سرق.. ولبشار فيه قل لعبد الكريم يا بن أبي العوجاء * جاء بعت الإسلام بالكفر موقا لا تصلي ولا تصوم فإن صمت * فبعض النهار صوما دقيقا لا تبالي إذا أصبت من الخمر * عتيقا ألا تكون عتيقا
(٩٥)