ولم أدر من ألقي عليه رداءه * سوى أنه قد سل عن ماجد محض ويقال ان أبا خراش أول من مدح من لا يعرفه وذاك أن خراش بن أبي خراش أسر هو وعروة بن مرة فطرح رجل من القوم رداءه على خراش حين شغل القوم بقتل عروة بن مرة ونجاه فلما تفرغوا له قال أفلت مني ويقال بل رآه في الأسر رجل من بني عمه فألقى عليه رداءه ليجيره به وقال له النجاء ويلك فقال أبو خراش في ذلك حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا * خراش وبعض الشر أهون من بعض فأقسم لا أنسى قتيلا رزئته * بجانب قوسي ما مشيت على الأرض على أنها تعفو الكلوم وإنما * نوكل بالأذنى وإن جل ما يمضي ولم أدر من ألقي عليه رادءه * سوى أنه قد سل عن ماجد محض وأخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال حدثني محمد بن إبراهيم بن شهاب قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن عمر البرذعي المتكلم قال صرت إلى منزل الجاحظ في أول ما قدمت من بلدي وقد اعتل علته التي فلج فيها فاستأذنت عليه فخرج إلى خارج من منزله فقال لي يقول لك وما تصنع بشق مائل ولعاب سائل فانصرفت عنه .. وذكر يموت بمن المزرع قال وجه المتوكل في السنة التي قتل فيها أن يحمل إليه الجاحظ من البصرة وقد سأله الفتح ذلك فوجده لافضل فيه فقال لمن أراد حمله ما يصنع بامرء ليس بطائل ذي شق مائل ولعاب سائل وفرج بائل وعقل زائد ولون حائل..
وذكر المبرد قال سمعت الجاحظ يقول أنا من جانبي الأيسر مفلوج فلو قرض بالمقاريض ما علمت ومن جانبي الأيمن منقرس فلو مر به الذباب لألمت وبي حصاة لا ينسرح لي البول معها وأشد ما على ست وتسعون.. وقال يوما لمتطبب يشكو إليه علته قد اصطلحت الأضداد على جسدي ان أكلت باردا أخذ برجلي وان أكلت حارا أخذ برأسي وتوفي في سنة خمس وخمسين ومائتين