فليت التي فيها النجوم تواضعت علي كل غث منهم وسمين غيوث الحيا في كل محل ولزبة أسود الشرا يحمين كل عرين ومما نصب على الذم قوله سقوني الخمر ثم تكنفوني عداة الله من كذب وزور (1)
(1) قوله سقوني الخمر هو من جملة أبيات لعروة بن الورد أولها أرقت وصحبتي بمضيق عمق * لبرق من تهامة مستطير سقى سلمى وأين ديار سلمى * إذا كانت مجاورة السدير إذا حلت بأرض بنى على * وأهلي بين زامرة وكير ذكرت منازلا من أم وهب * محل الحي أسفل من نقير وأحدث معهدا من أم وهب * معرسنا بواد بني النضير وقالوا ما تشاء فقلت ألهو * إلى الإصباح آثر ذي أثير بآنسة الحديث رضاب فيها * بعيد النوم كالعنب العصير ومنها أطعت الآمرين بصرم سلمى * وطاروا في بلاد اليستعور أي تفرقوا حيث لا يعلم ولا يهتدي لمواضعهم.. وقال ابن بري معنى البيت ان عروة كان سبى امرأة من بني عامر يقال لها سلمى ثم تزوجها فمكثت عنده زمانا وهو لها شديد المحبة ثم إنها استزارته أهلها فحملها حتى انتهى بها إليهم فلما أراد الرجوع أبت أن ترجع معه وأراد قومها قتله فمنعتهم من ذلك ثم إنه اجتمع به أخوها وابن عمها وجماعة فشربوا خمرا وسقوه وسألوه عن طلاقها فطلقها فلما صحا ندم على ما فرط منه ولهذا يقول بعد البيت سقوني الخمر ثم تكنفوني * عداة الله من كذب وزور ألايا ليتني عاصيت طلقا * وجبارا ومن لي من أمير طلق أخوها وجبار ابن عمها وقيل هما اخوه هو وابن عمه والأمير هو المستشار وقيل إن أهلها طلبوا منه فدائها فقال له أخوه طلق وابن عمه جبار والله لئن قبلت ما أعطوك لا نفتقر أبدا وأنت على النساء قادر متى شئت وكان قد سكر فأجاب إلى فدائها فلما صحا ندم فشهدوا عليه بالفداء فلم يقدر على الامتناع واليستعور في البيت السابق على وزن يفتعول ولم يأت على هذا البناء غيره وهو موضع قبل حرة المدينة كثير العضاة موحش لا يكاد يدخله أحد والرواية المشهورة في البيت الشاهد سقوني النساء ثم تكنفوني * عداة الله من كذب وزور والنساء بالفتح الشراب المزيل للعقل وبه فسر ابن الاعرابي البيت هنا ورواية سيبويه الخمر كما مر