ما يبتغي مثلك من أمثالي * تنح قدامي ومن حيالي .. [قال المرتضى رضي الله عنه] قوله - كأنما كرعت في جريال - مليح قوى ولا يشبه شعر الجاحظ للينه وضعف كلامه.. وذكر أبو العيناء قال حدثني إبراهيم بن رياح قال أنشدني الجاحظ يمدحني بدا بي حين أثرى بإخوانه * ففلل عنهم شباة العدم وذكره الحزم ريب الزمان * فبادر بالعرف قبل الندم قال إبراهيم فذاكرت بها أحمد بن أبي دؤاد فقال قد أنشدنيهما يمدحني بهما ثم لقيت محمد بن الجهم فقال قد أنشدنيهما يمدحني بهما وقال يموت بن المزرع سمعت خالي الجاحظ يقول لا أعرف شعرا يفضل قول أبي نواس ودار ندامي عطلوها وأذلجوا * بها اثر منه جديد ودارس مساحب من جبر الزقاق على الثرى * وأضغاث ريحان جني ويابس حبست بها صحبي فجددت عهدهم * وإني على أمثال تلك لحابس ولم أدر من هم غير ما شهدت به * بشرقي ساباط الديار البسابس أقمنا بها يوما ويوما وثالثا * ويوما له ويوم الترحل خامس تدار علينا الراح في عسجدية * حبتها بأنواع التصاوير فارس قرارتها كسرى وفي جنباتها * مهى تدريها بالقسي الفوارس فللخمر ما زرت عليه جيوبها * وللماء ما دارت عليه القلانس قال الجاحظ فأنشدتها أبا شعيب القلال فقال يا أبا عثمان لو نقر هذا الشعر لطن قلت ويلك ما تفارق الجرار والخزف حيث كنت.. أخذ أبو نواس قوله ولم أدر من هم غير ما شهدت به * بشرقي ساباط الديار البسابس من أبي خراش الهذلي
(١٤١)