معصية الخالق عز وجل.. وذكر عن الشعبي أنه قال كان والله الحسن أكرمنا عليه.. وروى أبو بكر بن عياش قال قال مسلمة بن عبد الملك للحسن عظني فقال إذا نزلت عن المنبر فاعمل بما تكلمت به فقال عظني فقال أوليت قط فقال نعم قال فما كنت تحب ان يؤتى إليك فأته إلى من وليته.. وعن ثابت البناني قال قال رجل للحسن آخذ عطاي أم أدعه حتى آخذه من حسناتهم يوم القيامة فقال له قم ويحك خذ عطاءك فان القوم مفاليس من الحسنات يوم القيامة.. وولد للحسن غلام فهناه بعض أصحابه فقال الحسن نحمد الله على هبته ونستزيده من نعمه ولا مرحبا ممن ان كنت غنيا أذهلني وان كنت فقيرا أتعبني لا أرضي بسعيي له سعيا ولا بكدي له في الحياة كدا أشفق عليه من الفاقة بعد وفاتي وأنا في حال لا يصل إلى من همه حزن ولا من فرحه سرور.. وكان الحسن يقول لو لم يكن من شؤم الشراب الا انه جاء إلى أحب خلق الله إلى الله فأفسده فكان ينبغي للعاقل أن يتركه يعنى العقل.. وعزي جارا له يهوديا فقال جزاك الله عن مصيبتك بأعظم ما جازى به أحدا من أهل ملتك وهذا تخلص منه مليح لأنه لم يدع له بالثواب الذي لا يستحقه الكفار وأراد بالجزاء العوض الذي يستحقه الكافر مع استحقاق العقاب.. وكان يقول ليس للفاسق المعلن بالفسق غيبة ولا لأهل الأهواء والبدع غيبة ولا للسلطان الجائر غيبة.. وقال في قوله تعالى (ربنا آتنا في الدنيا حسنة) قال العلم (وفي الآخرة حسنة) قال الجنة.. وخرج الحسن في جنازة معها نوائح فقال له رجل ما ترى يا أبا سعيد هذا وهم الرجل بالرجوع فقال له الحسن ان كنت كلما رأيت قبيحا تركت له حسنا أسرع ذلك في دينك.. وذكرت عنده الدنيا فقال أحلام نوم أو كضل زائل * إن اللبيب بمثلها لا يخدع وكان يتمثل اليوم عندك دلها وحديثها * وغدا لغيرك كفها والمعصم وعن أبي عبيدة قال لما فرغ الحجاج من قصر واسط نادى في الناس أن يخرجوا فيدعوا له بالبركة فخرج الناس وخرج الحسن فاجتمع عليه الناس فخاف أهل الشام
(١١١)