قال أو لست قد عرفت رأيي في السيف أيام كنت تختلف إلينا وإني لا أراه قال أجل ولكن تحلف ليطمئن قلبي قال لئن كذبتك تقية لأحلفن لك تقية قال له أنت الصادق البار وقد أمرت لك بعشرة آلاف درهم تستعين بها على زمانك فقال لا حاجة لي فيها فقال المنصور والله لتأخذنها قال والله لا أخذتها فقال له المهدي يحلف أمير المؤمنين وتحلف فترك المهدي وأقبل على المنصور فقال من هذا الفتى فقال هذا ابني محمد وهو المهدى وهو ولي العهد فقال والله لقد سميته اسما ما استحقه بعمل وألبسته لبوسا ما هو من لبوس الأبرار ولقد مهدت له أمرا أمتع ما يكون به أشغل ما تكون عنه ثم التفت إلى المهدي فقال نعم يا بن أخي إذا حلف أبوك حلف عمك لان أباك أقدر على الكفارة من عمك قال المنصور يا أبا عثمان هل من حاجة قال نعم قال ما هي قال ألا تبعث إلي حتى آتيك (1) قال إذا لا نلتقي قال عن حاجتي سألتني ثم ودعه ونهض فلما ولى اتبعه بصرة وأنشأ يقول كلكم طالب صيد * كلكم يمشي رويد غير عمرو بن عبيد وروى أن هشام بن الحكم قدم البصرة فأتى حلقة عمرو بن عبيد فجلس فيها وعمرو لا يعرفه فقال لعمرو أليس قد جعل الله لك عينين قال بلى قال ولم قال لأنظر بهما في ملكوت السماوات والأرض فاعتبر قال وجعل لك فما قال نعم قال ولم قال لأذوق الطعوم وأجيب الداعي ثم عدد عليه الحواس كلها ثم قال وجعل لك قلبا قال نعم قال ولم قال لتؤدى إليه الحواس ما أدركته فيميز بينها قال فأنت لم يرض لك ربك
(١٢٢)