كثير العلم وجميع كلامه من الوعظ وذم الدنيا أو جله مأخوذ لفظا ومعنى أو معنى دون لفظ من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فهو في ذلك القدوة والغاية.. فمن ذلك قوله عليه السلام شيئان أحدهما مأخوذ من الآخر أحدهما أكثر شئ في الدنيا والآخر أقل شئ في الدنيا العبر والاعتبار.. وقوله عليه السلام مثل الدنيا والآخرة مثل المشرق والمغرب متى ازددت من أحدهما قربا ازددت من الآخر بعدا.. وقوله شتان بين عملين عمل تذهب لذته وتبقى تبعته وعمل تذهب مؤنته ويبقي أجره.. وقوله في وصف الدنيا ما أصف من دار أولها عناء وآخرها فناء في حلالها حساب وفي حرامها عقاب من صح فيها أمن ومن فرط فيها ندم ومن استغنى فتن ومن افتقر حزن.. ومن قول له في كلام يا أيها الذام للدنيا والمغتر بغرورها متى استذمت إليك بل متى غرتك أبمضاجع آبائك من الثرى أم بمنازل أمهاتك من البلا كم مرضت بكفيك وكم عالجت بيديك تبتغي لهم الشفاء وتستوصف لهم الأطباء مثلت لك بهم الدنيا نفسك وبمصرعهم مصرعك [قال المرتضى رضي الله عنه].. وهذا باب إن
(١٠٧)