الخياط أن مولد عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء جميعا سنة ثمانين قال ومات عمرو بن عبيد في سنة مائة وأربع وأربعين وهو ابن أربع وستين سنة.. روى أن عمرا استأذن على المنصور فدخل عليه الربيع فقال له بالباب رجل قال إني عمرو بن عبيد وكانت على المنصور جبة يمانية مخففة فقال ويلك يا ربيع عمرو بالباب قال نعم قال هات لي قميصا أبيض فأتاه به فألقاه عليه ثم قال رد من خلفي فغط الجبة وذرر علي قال الربيع ولم أكن أرى أحدا يوقره المنصور حتى رأيت عمرو بن عبيد فدخل عليه رجل آدم مربوع الكدنة بين عينيه أثر السجود حسن الأدب حسن اللسان كأنه لم يزل مع الملوك في توقيره للخليفة وإعظامه إياه قال فسلم عليه فاجتذبه المنصور ليجلس معه فأبا وطرح نفسه بين يديه فسائله وأحفى به فلما أراد عمرو القيام قال له عظ يا أبا عثمان وأوجز قال له ان ما في يدك لست بوارثه عن أحد وإنما هو شئ صار إليك وقد كان في يد غيرك قبلك ولو دام لك لبقي في يد الأول والسلام.. وروى الأصمعي قال قال مطر الوراق لعمرو بن عبيد إني لأرحمك مما تقول الناس فيك فقال عمرو أتسمعني أقول فيهم شيئا قال لا قال فاياهم فارحم.. وقال خالد بن صفوان لعمرو بن عبيد لم لا تأخذ مني فتقضي دينا إن كان وتصل رحمك فقال له عمرو أما دين فليس علي وأما صلة رحمي فلا يجب علي وليس عندي قال فما يمنعك أن تأخذ مني قال يمنعني انه لم يأخذ أحد من أحد شيئا إلا ذل له وأنا والله أكره أن أذل لك.. ويقال إن ابن لهيعة أتى عمرو بن عبيد في المسجد الحرام فسلم عليه وجلس إليه وقال له يا أبا عثمان ما تقول في قوله تعالى (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) فقال ذلك في محبة القلوب التي لا يستطيعها العبد ولم يكلفها فأما العدل بينهن في القسمة من النفس والكسوة والنفقة فهو مطبق لذلك وقد كلفه بقوله تعالى (فلا تميلوا كل الميل) فيما تطيقون (فتذروها كالمعلقة) بمنزلة من ليست أيما ولا ذات زوج وقال ابن لهيعة هذا والله هو الحق.. ويقال إن عمرو بن عبيد أتى يونس بن عبيد يعزيه عن ابن له فقال له ان أباك كان أصلك وان ابنك كان فرعك وان امرأ ذهب أصله وفرعه لحري أن لا يطول بقاؤه.. وقيل إن عبد الله بن عبد الأعلى أخذ هذا المعنى فقال
(١١٨)