الحلال والحرام والاحكام والفرائض حتى بلغ سؤاله إلى التوحيد فقال أبو قرة إنا روينا أن الله قسم الكلام والرؤية فقسم لموسى عليه السلام الكلام ولمحمد صلى الله عليه وسلم الرؤية فقال الرضا عليه السلام فمن المبلغ عن الله إلى الثقلين الجن والإنس انه لا تدركه الأبصار ولا يحيطون به علما وليس كمثله شئ أليس محمد نبيا صادقا قال بلى قال وكيف يجئ رجل إلى الخلق جميعا فيخبرهم انه جاء من عند الله يدعوهم إليه بأمره ويقول لا تدركه الابصار ولا يحيطون به علما وليس كمثله شئ ثم يقول سأراه بعيني وأحيط به علما ألا تستحيون ما قدرت الزنادقة ان ترميه بهذا أن يكون يأتي عن الله بشئ ثم يأتي بخلافه من وجه آخر.. قال أبو قرة فإنه يقول ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى.. قال عليه السلام ما بعد هذه الآية يدل على ما رأى حيث يقول ما كذب الفؤاد ما رأى يقول ما كذب فؤاد محمد ما رأت عيناه ثم أخبر بما رأى فقال لقد رأى من آيات ربه الكبرى وآيات الله غير الله وقد قال الله تعالى ولا يحيطون به علما فإذا رأته الابصار فقد أحاط به العلم فقال أبو قرة فأكذب بالرؤية فقال الرضا عليه السلام إن القرآن كذبها وما أجمع عليه المسلمون انه لا يحاط به علما ولا تدركه الابصار وليس كمثله شئ.. وأتى أعرابي أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام فقال أرأيت ربك حين عبدته فقال لم أكن لأعبد شيئا لم أره فقال كيف رأيته فقال لم تره الابصار بالمشاهدة والعيان بل رأته القلوب بحقائق الايمان لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس معروف بالآيات منعوت بالعلامات لا يجوز في أقضيته هو الله الذي لا اله الا هو فقال الاعرابي الله أعلم حيث يجعل رسالاته.. وروي ان شيخا حضر صفين مع أمير المؤمنين عليه السلام فقال أخبرنا يا أمير المؤمنين عن مسيرنا إلى الشام أكان بقضاء من الله تعالى وقدر قال له نعم يا أخا أهل الشام والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما وطئنا موطئا ولا هبطنا واديا ولا علونا تلعة الا بقضاء من الله وقدر فقال الشامي عند الله أحتبس عناي يا أمير المؤمنين وما أظن أن لي أجرا في سعي إذا كان الله قضاه علي وقدره فقال له عليه السلام ان الله قد أعظم لكم الأجر على مسيركم وأنتم سائرون وعلى مقامكم وأنتم مقيمون ولم تكونوا في شئ من حالاتكم مكرهين ولا إليها مضطرين ولا عليها مجبرين فقال الشامي
(١٠٤)