لأمير المؤمنين - عليه السلام - بالتنزيل وتواتر الأخبار به على التفصيل.
قال الله عز وجل: * (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) * (1) واتفقت الرواة من الفريقين الخاصة والعامة على أن هذه الآية بل السورة كلها نزلت في أمير المؤمنين وزوجته فاطمة وابنيه - عليهم السلام -، وقال سبحانه: * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) * (2).
وجاءت الرواية أيضا مستفيضة بأن المعني بهذا أمير المؤمنين - عليه السلام - ولا خلاف أنه أعتق من كد يده جماعة لا يحصون كثرة ووقف أراضي كثيرة وعينا استخرجها - عليه السلام - وأحياها بعد موتها فانتظم الصفات على ما ذكرناه.
ثم أردف ذلك قوله: * (وأقام الصلاة وآتى الزكاة) *. وكان هو المعني بها - عليه السلام - بدلالة قوله: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * (3) واتفق أهل النقل على أنه صلوات الله عليه المزكي في حال ركوعه في الصلاة فطابق هذا الوصف وصفه في الآية المتقدمة وشاركه في معناها.
ثم أعقب ذلك قوله: * (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا) * وليس أحد من الصحابة إلا من نقض العهد في الظاهر أو تقول ذلك عليه إلا أمير المؤمنين - عليه السلام - فإنه لا يمكن لأحد أن يزعم أنه نقض ما عاهد عليه رسول الله (ص) من النصرة والمساواة فاختص أيضا بهذا الوصف.