2 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن بعض أصحابنا، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لأن اطعم رجلا من المسلمين أحب إلي من أن اطعم افقا من الناس، قلت:
وما الافق؟ قال: مائة ألف أو يزيدون.
* الشرح:
قوله (لأن أطعم رجلا من المسلمين أحب إلى من أن أطعم أفقا من الناس) الطعام عام في كل ما يقتات به من الحنطة والشعير والأرز والتمر والزبيب واللبن ونحوها، ولعل المراد بالرجل من المسلمين: المؤمن، وبالأفق من الناس: المخالفون، وفيه دلالة على جواز إطعامهم، والأفق بضمتين: اسم جمع وليس منحصرا في عدد معين ولهذا فسره (عليه السلام) هنا بمائة ألف أو يزيدون وفسره أبوه (عليه السلام) في خبر عبيد الله الوصافي عنه بعشرة آلاف.
3 - عنه، عن أحمد، عن صفوان بن يحيى، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أطعم ثلاثة نفر من المسلمين أطعمه الله من ثلاث جنان في ملكوت السماوات والفردوس وجنة عدن وطوبى [و] شجرة تخرج في جنة عدن، غرسها ربنا بيده.
* الشرح:
قوله (من أطعم ثلاثة نفر من المسلمين أطعمه الله من ثلاث جنان في ملكوت السماوات الفردوس وجنة عدن وطوبى وشجرة تخرج في جنة عدن غرسها ربنا بيده) في ملكوت السماوات صفة لجنان أو متعلق بأطعمه، والملكوت فعلوت من الملك بالكسر وخص بملك الله تعالى وقد يطلق على المجردات، والإضافة على الأول بيانية، وعلى الثاني بتقدير في. والفردوس: البستان الذي فيه الكرم والأشجار وضروب من النبت، قال الفراء: هو عربي واشتقاقه من الفردسة وهي السعة، وقيل منقول إلى العربية وأصله رومي.
وقيل سريانية، ثم سمي به جنة الفردوس، والعدن: الإقامة، يقال عدن بالمكان يعدن عدنا وعدونا من بابي ضرب وقعد إذا قام فيه ولزم ولم يبرح، ومنه جنة عدن أي جنة إقامة، وطوبى اسم للجنة مؤنث أطيب من الطيب وأصلها طيبي ضمت الطاء وأبدلت الياء بالواو، وقد تطلق على الخير وعلى شجرة في الجنة. وشجرة عطف على ثلاث جنان وإشارة إلى نعمة أخرى بعد ثلاثة، واليد بمعنى القدرة مجازا، والغرس ترشيح، والقول بأن كل شيء بقدرته فلا وجه لذكرها لا وجه له لأن التأكيد والبيان شايع وأيضا لذكرها وجه وجيه وهو التنبيه على أن غرسها ليس كغرس أشجار جنات الدنيا عن وسائط واستعمال آلات بل بمجرد إيجادها بقوله «كن» ويحتمل أن يكون الكلام من باب التمثيل تشبيها لفعل الغائب بالحاضر لقصد الإيضاح.