شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٣٩٩
فيه بل هو من خصال الإيمان، والكذب في الصغير ينبغي أن لا يساهل فيه فإنه مع كونه قبيحا في نفسه كثيرا ما يؤدي إلى ما هو أقبح منه كما أشار إليه (عليه السلام) بقوله: (فإن الرجل إذا كذب في الصغير اجترى على الكبير) أي على الكبير من الكذب، ولعله الكذب على الله وعلى رسوله أو مطلقا أو على الكبير من الذنوب فإن الكذب كثيرا ما يؤدي إلى ذنوب غيره كما أن ضده وهو الصدق يؤدي إلى البر والخير والعمل الصالح (أما علمتم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ما يزال العبد يصدق حتى يكتبه الله صديقا وما يزال العبد يكذب حتى يكتبه الله كذابا) صديق بالكسر والتثقيل: كثير الصدق والملازم له، والذي يطابق قوله فعله، ومنه يفهم أن الصدق يؤدي إلى العمل الصالح، والكذب خلافه، وفيه ترغيب في تحري الصدق دائما وترك التساهل في الكذب حتى يعرف به فإنه إذا تساهل في الكذب كثر منه وجر بعضه إلى بعض حتى يعتاد به فيكتب الله الأول لمبالغته في الصدق صديقا ويدخله في زمرة الصديقين، ويكتب الثاني كذابا ويدخله في جملة الكذابين، ولعل معنى يكتب على ظاهره يكتب في اللوح المحفوظ أو في دفتر الأعمال، أو في غيرهما أن فلانا صديق وفلانا كذاب ليعرفهما الناظرون إليه بهذين الوصفين، أو معناه يحكم لهما بذلك أو يوجب لهما استحقاق الوصف بصفة الصديقين وثوابهم وصفة الكذابين وعقابهم، أو معناه أنه يلقى ذلك في قلوب المخلوقين ويشهره بين المقربين وإلا فالقضاء سبق بما كان وما يكون والله أعلم.
3 - عنه، عن عثمان بن عيسى، عن ابن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل جعل للشر أقفالا وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب والكذب شر من الشراب.
* الشرح:
قوله (والكذب شر من الشراب) يفيد أن الكذب شر مبدأ لجميع الشرور مثل خراب الدين والدنيا وثوران الفتنة وصب الدماء ونهب الأموال وتهيج العداوة والبغضاء والتفرق بين الأحبة إلى غير ذلك من أنواع المفاسد وأنحاء الظلم، ولذلك اتفق أرباب الملل وغيرهم على تحريمه وادعى المعتزلة أن قبحه بالضرورة لذاته وهو رذيلة مقابلة للصدق داخلة تحت رذيلة الفجور، والصدق بحكم المقابلة خير مبدأ لجميع الخيرات، ومن طريق العامة عن النبي (صلى الله عليه وآله) «قال: «إن الكذب فجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الصدق بر وإن البر يهدي إلى الجنة» والفجور اسم جامع للشر كله والبر اسم جامع للخير كله، وأما كونه شرا من الشراب فلعل الوجه فيه أن الشرور التابعة للشراب تصدر بلا شعور بخلاف الشرور التابعة للكذب.
4 - عنه، عن أبيه، عمن ذكره، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه عن أبي
(٣٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430