دخلت في أنفه أهلكته ولم يقدر على دفعها فإذا عرف هذه الأمور حق المعرفة علم أنه لا يليق به الافتخار بالقوة.
الرابع: الغنى والثروة.
الخامس: كثرة الأتباع والأنصار والعشيرة وقرب السلاطين والاقتدار من جهتهم، والكبر والفخر بهذين السببين أقبح لأنه بأمر خارج عن ذات الإنسان وصفاته فمن تكبر وافتخر فليعلم أنه لو تلف ماله أو غضب أو نهب أو تغير عليه السلطان وعزله لبقى ذليلا عاجزا، وأن الفرقة اليهودية والفرنكية وأضرابهم أكثر منه أموالا وجاها فإذا علم هذا علم أن التكبر بهما في غاية الجهل، وقد حكي أن رجلا من رؤساء اليونان افتخر على عبد حكيم فقال العبد: سبب افتخارك علي إن كانت هذه الأثواب الفاخرة التي لبستها فالحسن والزينة فيها لا فيك، وإن كان هذا الفرس الذي أنت عليه فالفراهة والكمال فيه لا فيك، وإن كان فضل آبائك فالفضل إن كان كان فيهم لا فيك، فلو أخذ كل ذي فضل فضله بقيت لا شيء وبلا فضيلة فمن أنت حتى تفتخر علي.
السادس: العلم وهذا السبب أعظم الأسباب وأقواها فإنه كمال نفساني له قدر عظيم (1) عند الله تعالى وعند الخلائق وصاحبه معظم عند جميع المخلوقات كما دل عليه صريح الروايات، ولهذا