قيل: إذا ذل العالم، ذل بذله العالم، فإذا تكبر العالم وافتخر فليعلم أن خطر أهل العلم أكثر من خطر أهل الجهل وأن الله تعالى يحتمل من الجاهل ما لا يحتمل من العالم، وأن العصيان مع العلم أفحش من العصيان مع الجهل، وأن عذاب العالم أشد من عذاب الجاهل، وأنه تعالى شبه العالم الغير العامل تارة بالحمار وتارة بالكلب، وأن الجاهل أقرب إلى السلامة من العالم لكثرة آفاته وأن الشياطين أكثرهم على العالم، وسوء العاقبة وحسنها أمر لا يعلمه إلا الله سبحانه، فلعل الجاهل يكون أحسن عاقبة من العالم، وأن العالم ينبغي أن يكون مستغرقا في شهود الحق لا يلاحظه غيره فضلا أن يتكبر ويفتخر عليه، وأن الكبرياء رداء الله ومختص به وأن المتكبر ممقوت عند الله تعالى ومعذب في الآخرة كما قال تعالى: (أليس في جهنم مثوى للمتكبرين) وأن الكلب والخنزير أحسن حالا من أهل جهنم فإذا علم هذه الأمور بعين اليقين وتأمل فيها تأملا صادقا أنيقا ونظر إليها نظرا دقيقا أمكن له التخلص من رذيلة الافتخار والنجاة من معصية الاستكبار.
السابع: العبادة والورع (1) والزهادة وهي أيضا فتنة عظيمة وعلاجها صعب، لكن من كان ذاته