شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٢٧٥
ونازعكم في الفضل والعلم.
* الشرح:
قوله (أكبر الكبائر الإشراك بالله) يدخل في المشرك عبدة الأوثان والملاحدة وعبدة النيران والمصورة والمجسمة والغلاة واضرابهم.
(وبعده الإياس من روح الله) دل على أن الإياس بعد الإشراك أكبر من البواقي وعلى أن ترك الرجاء كبيرة كما دل قوله «ثم الأمن لمكر الله» أي لعقوبته على أن عدم الخوف كبيرة فوجب الجمع بين الخوف والرجاء.
(وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق) لا ريب في أن قتل النفس المحرمة كبيرة وأما أنه سبب للخلود في النار كما دلت عليه الآية الكريمة فإما أن يراد بالقتل القتل مستحلا أو لأجل دينه وإيمانه فيكون كافرا خارجا عن الاسلام مستحقا للنار أبدا، ويدل عليه رواية سماعة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «سألته عن قول الله عز وجل (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها) قال من قتل مؤمنا على دينه فذلك المتعمد الذي قال الله عز وجل (وأعد له عذابا عظيما) قال قلت:
فالرجل. يقع بينه وبين الرجل شيء فيضربه بسيفه فيقتله قال: ليس ذاك المتعمد الذي قال الله عز وجل». وإما أن يراد بالخلود الزمان الطويل دون الأبد لأن ذا الكبيرة يخرج من النار كما دلت عليه الأخبار وصرح به بعض الأصحاب.
(وأكل مال اليتيم) يمكن أن يدخل في الوعيد أيضا أكل مال الشيعة بغير حق فإن الشيعة أيتام آل محمد (عليه السلام) كما دل عليه بعض الروايات.
(لأن الله عز وجل يقول:) إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما (انما يأكلون في بطونهم نارا) قيل أي سببا للنار أو أكلها كناية (1) من دخولها أو المراد به أكلها يوم القيامة و «ظلما» حال أو تميز أي ظالمين أو من جهة الظلم، وهو إما للبيان والكشف فإن أكل أموالهم انما يكون ظلما كما في (تقتلون النبيين بغير حق) أو للتقييد لأنه يجوز أكل مالهم بالحق مثل الأكل أجرة بالمعروف أو عوضا عما اقترضه آباؤهم أو مستقرضا من مالهم، وحكم غير الأكل من التصرفات حكمه، وذكر

١ - قوله «أو أكلها كناية» لا ريب أن للأمور صورا مختلفة بالنسبة إلى النشآت والعوالم المختلفة فما هو مأكول ومشروب من مال اليتيم هو بعينه نار بصورة أخرويه كما أن اللبن الذي يشربه النائم هو بعينه علم في الدنيا، والآخرة محيط بالدنيا كالدنيا بالرحم فما هو في الدنيا فهو في الآخرة ومن أكل مال اليتيم فإنما أكل النار حقيقة من غير حاجة إلى تأويل وتوجيه كما ورد في القرآن الكريم في وصف الكفار (فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد). (ش).
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430