ونازعكم في الفضل والعلم.
* الشرح:
قوله (أكبر الكبائر الإشراك بالله) يدخل في المشرك عبدة الأوثان والملاحدة وعبدة النيران والمصورة والمجسمة والغلاة واضرابهم.
(وبعده الإياس من روح الله) دل على أن الإياس بعد الإشراك أكبر من البواقي وعلى أن ترك الرجاء كبيرة كما دل قوله «ثم الأمن لمكر الله» أي لعقوبته على أن عدم الخوف كبيرة فوجب الجمع بين الخوف والرجاء.
(وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق) لا ريب في أن قتل النفس المحرمة كبيرة وأما أنه سبب للخلود في النار كما دلت عليه الآية الكريمة فإما أن يراد بالقتل القتل مستحلا أو لأجل دينه وإيمانه فيكون كافرا خارجا عن الاسلام مستحقا للنار أبدا، ويدل عليه رواية سماعة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «سألته عن قول الله عز وجل (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها) قال من قتل مؤمنا على دينه فذلك المتعمد الذي قال الله عز وجل (وأعد له عذابا عظيما) قال قلت:
فالرجل. يقع بينه وبين الرجل شيء فيضربه بسيفه فيقتله قال: ليس ذاك المتعمد الذي قال الله عز وجل». وإما أن يراد بالخلود الزمان الطويل دون الأبد لأن ذا الكبيرة يخرج من النار كما دلت عليه الأخبار وصرح به بعض الأصحاب.
(وأكل مال اليتيم) يمكن أن يدخل في الوعيد أيضا أكل مال الشيعة بغير حق فإن الشيعة أيتام آل محمد (عليه السلام) كما دل عليه بعض الروايات.
(لأن الله عز وجل يقول:) إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما (انما يأكلون في بطونهم نارا) قيل أي سببا للنار أو أكلها كناية (1) من دخولها أو المراد به أكلها يوم القيامة و «ظلما» حال أو تميز أي ظالمين أو من جهة الظلم، وهو إما للبيان والكشف فإن أكل أموالهم انما يكون ظلما كما في (تقتلون النبيين بغير حق) أو للتقييد لأنه يجوز أكل مالهم بالحق مثل الأكل أجرة بالمعروف أو عوضا عما اقترضه آباؤهم أو مستقرضا من مالهم، وحكم غير الأكل من التصرفات حكمه، وذكر