والاقران والمؤمن كذلك لأنه بعد عن أهل الايمان وسكن في منزل أهل الكفر والعصيان.
3 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لأبي بصير: أما والله لو أني أجد منكم ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثي ما استحللت أن أكتمهم حديثا.
* الشرح:
قوله (أما والله لو أني أجد منكم ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثي ما استحللت أن أكتمهم حديثا) دل على أن المؤمن الكامل الذي يستحق أن يكون صاحب السر قليل وأن التقية وإخفاء السر صدرا منه (عليه السلام) وأنهما كانا من أكثر من يدعي الايمان كما كانا من أهل الكفر والطغيان وأخبار شكايتهم (عليهم السلام) وإخفاء علومهم وأسرارهم عن المتشيعين أكثر من أن تحصى.
4 - محمد بن الحسن، وعلي بن محمد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن سدير الصيرفي قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له: والله ما يسعك القعود، فقال: ولم يا سدير؟ قلت: لكثرة مواليك وشيعتك وأنصارك والله لو كان لأمير المؤمنين (عليه السلام) ما لك من الشيعة والأنصار والموالي ما طمع فيه تيم ولا عدي. فقال: يا سدير وكم عسى أن يكونوا؟
قلت: مائة ألف، قال: مائة ألف؟ قلت: نعم ومائتي ألف، قال: مائتي ألف؟ قلت: نعم ونصف الدنيا، قال: فسكت عني ثم قال يخف عليك أن تبلغ معنا إلى ينبع.
قلت: نعم فأمر بحمار وبغل أن يسرجا، فبادرت فركبت الحمار، فقال: يا سدير أترى أن تؤثرني بالحمار؟ قلت: البغل أزين وأنبل، قال: الحمار أرفق بي، فنزلت فركب الحمار وركبت البغل فمضينا فحانت الصلاة، فقال: يا سدير أنزل بنا نصلي، ثم قال: هذه أرض سبخة لا تجوز الصلاة فيها فسرنا حتى صرنا إلى أرض حمراء ونظر إلى غلام يرعى جداء فقال: والله يا سدير لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء ما وسعني القعود ونزلنا وصلينا فلما فرغنا من الصلاة عطفت على الجداء فعددتها فإذا هي سبعة عشر.
* الشرح:
قوله (يخف عليك أن يبلغ معنا إلى ينبع) ينبع بفتح الياء وسكون النون وضم الباء الموحدة:
قرية بها حصن على سبع مراحل من المدينة من جهة البحر بين مكة والمدينة (قلت البغل أزين وأنبل) أي أكبر وأفضل فهو لذوي الشرف أجدر وأجمل وإنما فعل ذلك تواضعا له (عليه السلام) ورعاية للأدب واختار (عليه السلام) الحمار تواضعا وهضما لنفسه مع سهولة الركوب والنزول (فقال يا سدير انزل بنا نصلي. ثم قال هذه أرض سبخة لا تجوز الصلاة فيها) الأمر بالنزول أولا ثم الإعراض عنه للتنبيه