شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ١٣٣
(وقد كان بنو الأشعث) أشعث قيس بن الكندي ساكن الكوفة ارتد بعد النبي (صلى الله عليه وآله) في ردة أهل ياسر وزوجه أبو بكر أخته أم فروه وكانت عوراء فولدت له محمدا وكان من أصحاب علي (عليه السلام) ثم صار خارجيا ملعونا شديد العداوة لأهل البيت (عليهم السلام) (على خطر عظيم) من سلطان عصرهم (فدفع الله عنهم) شره (بولايتهم لأبي الحسن (عليه السلام)) كما هو المعروف في السير.
(وأنتم بالعراق ترون أعمال هؤلاء الفراعنة وما أمهل الله لهم) العراق بالكسر يذكر ويؤنث وهو إقليم معروف محدود من عبادان إلى الموصل طولا ومن القادسية إلى حلوان عرضا، ووجه التسمية مذكور في القاموس وغيره. والعراقان: البصرة والكوفة، والفراعنة: جمع الفرعون وهو كل متمرد عات. والفرعنة: الدهاء والنكر. وفي المصباح هو فعلون أعجمي. والمراد بأعمالهم قتلهم العلماء والصلحاء وأهل الدين والإيمان ونهبهم أموال الناس وغير ذلك من أعمالهم القبيحة وأفعالهم الشنيعة، و «ما» مصدرية، والإمهال: التأخير، ولما كان مقتضى ذلك التقية منهم وعدم الاغترار بالدنيا مثلهم أشار (عليه السلام) إليهما بقوله:
(فعليكم بتقوى الله ولا تغرنكم [الحياة] الدنيا) أي لا تغلبنكم الدنيا بزهراتها عن مقامكم على الورع والاقتصاد. ولا يزيلنكم بثمراتها من ثباتكم على التقوى والاجتهاد لأن الدنيا ظاهرها زينة معجبة وباطنها سموم مهلكة. ومن التقوى التقية من أهل العناد وإخفاء الحق من أهل الشراد ولما كان ضعفاء العقول قد يغترون بإمهال الله تعالى أهل المعصية وعدم مؤاخذتهم بها عجالة ويميلون إليها مثلهم نهى (عليه السلام) عن ذلك بقوله:
(ولا تغتروا بمن أمهل له فكان الأمر قد وصل إليكم) أي لا تصيروا مغرورين بمن أمهل الله له في البقاء على المعصية والركون إلى الدنيا ولم يؤاخذهم بها عجالة فكان أمر الآخرة وعقوبتهم فيها أو أمر اهلاكهم أو أمر الصاحب وظهوره واستيلاؤه على الظلمة أو الجميع وقد وصل إليكم وليس بينه وبينكم زمان يعتد به.
11 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن عمر بن أبان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): طوبى لعبد نومة، عرفه الله ولم يعرفه الناس، اولئك مصابيح الهدى وينابيع العلم ينجلي عنهم كل فتنة مظلمة، ليسوا بالمذاييع البذر ولا بالجفاة المرائين.
* الشرح:
قوله (طوبى لعبد نومة عرفه الله ولم يعرفه الناس) نومة كهمزة: الخامل. أي: الجنة أو طيب
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430