المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي - ج ٢ - الصفحة ٤٩١
عن أبي عبد الله، عن آبائه (ع) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يحب من الشراب اللبن (1) 575 - عنه، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبد الله (ع) قال:
اللبن من طعام المرسلين (2).
576 - عنه، عن علي بن الحكم، عن الربيع بن محمد المسلمى، عن عبد الله بن سليمان، عن أبي جعفر (ع) قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله يأكل طعاما ولا يشرب شرابا إلا قال: " اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا به خيرا منه " إلا اللبن فإنه كان يقول: " اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه " (3).
577 - عنه عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن أبي الحسن (ع) قال: كان النبي صلى الله عليه وآله إذا شرب اللبن قال: " اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ". عنه، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه (ع) مثله. (4) 578 - عنه، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن يحيى الخزار، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر، عن آبائه أن عليا (ع) كان يستحب أن يفطر على اللبن (5).
579 - عنه، عن بعض أصحابنا، عن ابن أخت الأوزاعي، عن مسعدة بن اليسع الباهلي، عن جعفر، عن أبيه (ع) قال: كان علي (ع) يعجبه أن يفطر على اللبن (6).
580 - عنه، عن محمد بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن محمد بن أبي - حمزة، عن أبي بصير، قال: أكلنا مع أبي عبد الله (ع)، فأتانا بلحم جزور فظننت أنه من بدنته فأكلنا، ثم أتانا بعس من لبن، فشرب ثم قال: اشرب يا أبا محمد، فذقته فقلت: أيش جعلت فداك؟ - قال: إنها الفطرة ثم أتانا بتمر فأكلنا (7).

1 - ج 14، " باب الألبان وبدو خلقها (ص 833، س 36 وص 834، س 4 وص 833، س 36 وص 834، س 1 و 6 و 7 وص 833، س 13) وفيه في سند الحديث الثاني بدل " عنه، عن عثمان بن عيسى ": " عنه، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى " قائلا بعد الحديث السابع: " الكافي عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله مثله وفيه " محمد بن علي بن أبي حمزة " وما في المحاسن كأنه أظهر، وفيه مكان " أيش " " لبن " ومكان " أتانا " " أتينا " بيان - " العس " (بالضم) = القدح العظيم، وأقول روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وآله أتى ليلة أسرى به بايلياء بقدحين من خمر ولبن، فنظر إليهما فأخذ اللبن فقال له جبرئيل (ع): الحمد الله الذي فداك للفطرة، لو أخذت الخمر غوت أمتك " وقال بعض شراحه: " ايلياء (بالمد وقد يقصر) = بيت المقدس، وفى الرواية محذوف تقديره أتى بقدحين فقيل له: اختر أيهما شئت. فألهمه الله تعالى اختيار اللبن لما أراد سبحانه من توفيق هذه الأمة، وقول جبرئيل (ع) " أصبت الفطرة " قيل في معناه أقوال، المختار منها أن الله تعالى أعلم جبرئيل (ع) أن النبي صلى الله عليه وآله إن اختار اللبن كان كذا، وإن اختار الخمر كان كذا، وأما الفطرة فالمراد بها هنا الاسلام والاستقامة ومعناه والله يعلم اخترت علامة الاسلام والاستقامة وجعل اللبن علامة ذلك لكونه سهلا طيبا ظاهرا سائغا للشاربين سليم العاقبة، وأما الخمر فإنها أم الخبائث وجالبة لأنواع الشر في الحال والمال " (انتهى) وقال الطيبي: " للفطرة " أي التي فطر الناس عليها فإن منها الاعراض عما فيه غائلة وفساد كالخمر المخلة بالعقل الداعي إلى كل خير والرادع عن كل شر، والميل إلى ما فيه نفع خال عن المضرة كاللبن " (انتهى) أقول فعلى هذه الوجوه المعنى أن اللبن شئ مبارك كان اختيار النبي صلى الله عليه وآله إياه علامة الفطرة فيكون إشارة إلى تلك القصة لعلم الراوي بها. وأقول: يحتمل هذا الخبر وجوها أخر، الأول أنه مما اغتذى الانسان به في أول ما رغب إلى الغذاء عند خروجه من بطن أمه ونشأ عليه فكأنه فطر عليه وخلق منه. الثاني أن يكون المراد بها ما يستحب أن يفطر عليه لورود الاخبار باستحباب إفطار الصائم به. الثالث أن يكون الغرض مدح ذلك اللبن المخصوص بأنه قريب العهد بالحلب قال الفيروزآبادي: " الفطر (بالضم وبضمتين) = شئ من فصل اللبن يحلب ساعتئذ " وقال: سئل عن المذي قال: هو الفطر، قيل: شبه المذي في قلته بما يحلب بالفطر، وروى بالضم وأصله ما يظهر من اللبن على إحليل الضرع " (انتهى) وقيل: " الفطرة = الطري القريب الحديث باللبن " أقول: الأول أظهر الوجوه ثم هي مرتبة في القرب والبعد ". أقول: قال في ذيل أقرب الموارد:
" أيش، منحوتة من أي شئ، وقد وقعت في كلام العلماء ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
5 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
6 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
7 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
(٤٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 486 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 ... » »»
الفهرست