وروى ابن مسعود: أن النبي (ص) قال: لا حسد إلا في اثنين: رجل آتاه الله مالا، فسلطه على هلكته بالحق، ورجل آتاه الله حكمة. فهو يقضي بها ويعلمها.
وتأويل ذلك: أن الاخبار التي تدل على ذمه محمولة على من علم من نفسه أنه لا يستطيع أن يقوم بالقضاء، إما لجهله، أو لقلة أمانته. والاخبار التي تدل على مدحه:
محمولة على من علم من نفسه القدرة على القيام بالقضاء لعلمه وأمانته.
والدليل على صحة هذا التأويل: ما روي أن النبي (ص) قال: القضاة ثلاثة: واحد في الجنة. واثنان في النار. فأما الذي في الجنة: فرجل علم الحق وقضى به. فهو في الجنة. ورجل عرف الحق فجار في حكمه. فهو في النار. ورجل قضى للناس على جهل، فهو في النار وروى أبو هريرة رضي الله عنه: أن النبي (ص) قال: من طلب القضاء حتى يناله. فإن غلب عدله جوره: فهو في الجنة، وإن غلب جوره عدله: فهو في النار وروى أبو هريرة أن النبي (ص) قال: إذا جلس القاضي بعث الله إليه ملكين يسددانه. فإن عدل أقاما. وإن جار عرجا وتركاه وعن عبد الله ابن عمر عن النبي (ص) قال: ما من حاكم يحكم بين الناس إلا يبعث يوم القيامة وملك آخذ بقفاه، حتى يستوقفه على شفير جهنم، حتى يلتفت إليه مغضبا. فإن قال: ألقه، ألقاه في الهوي أربعين خريفا وفي رواية سبعين خريفا وفي حديث أم سلمة قال: إنما أنا بشر. وأنكم تختصمون إلي. فلعل بعضكم أن يكون، ألحن بحجته من أخيه، فأقضي له على نحو ما