باصطلاحات الرسالة وعباراتها ومنقولاتها الشرعية.
فلفظ (البدعة) ولفظ (الإحداث) يدلان على إيجاد شئ لم يكن من قبل ولم يعهده المسلمون من الشريعة المحمدية، وكذا الحال بالنسبة لتعبيرهم: إنه أتى بأمور ليست في كتاب الله ولا سنة نبيه.
فسوء التقسيم المالي من قبل عثمان، وإيثاره لأقربائه، وأخطاؤه السلوكية الأخرى - كما قلنا - لا تسمى (بدعا) ولا (إحداثا) في الاصطلاح، وإنما تسمى مخالفات، أو عدم التزام ديني، أو إعراضا عن السيرة، أو ما شاكل ذلك من الألفاظ والتعابير.
وإذا سلمنا بصحة إطلاق لفظ (البدعة) و (الإحداث) على تلك التصرفات، فمن باب أولى أن يشمل اللفظ المذكور تلك الآراء العثمانية الجديدة وأطروحاته الفقهية التي أتى بها، مثل: إتمام الصلاة بمنى، وتقديم خطبة صلاة العيدين على الصلاة، وغيرها من الآراء الفقهية التي ما كانت معهودة من قبله ولا ممن عايشه من الصحابة!
إن شدة عبارات الصحابة في عثمان، برميهم إياه بالابتداع والإحداث في الدين، بالإضافة إلى فتح باب الفتنة على مصراعيه، وأخيرا قتله.. لتدل بما لا يقبل الشك والترديد على اقتناع الرأي العام بضرورة عزل عثمان عن الخلافة وعدم قناعتهم باجتهاداته، ولما لم يرضخ لإرادة الأمة والتخلي عن الخلافة قائلا (لن أنزع قميصا كسانيه الله) جوزت الأمة قتله ورأت نفسها في حل من دمه، وفي عصمة من خطابات الشارع المقدس، مثل:... ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق... (1)،... من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا... (2)، ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها