الغطاء، ونظموا الحركات السرية باسم هذا الشعار، لكن سرعان ما بدأوا يغيرون رأيهم عندما أخذوا يشعرون بقوتهم، وظهور بوادر الانتصار على الأمويين، فسعوا للابتعاد عن العلويين وعن هذا الشعار شيئا فشيئا، فبدأوا يطرحون مفاهيم وآراء مستقلة جديدة، بل ادعوا أن أبا هاشم العلوي، ابن الإمام محمد بن علي بن أبي طالب - إمام الكيسانية في وقته - قد أوصى لمحمد بن علي بن عبد الله بن العباس بالخلافة من بعده، عندما قربت وفاته وهو في الحميمة - وهي القرية التي أهداها عبد الملك بن مروان لعلي بن عبد الله بن العباس جد العباسيين الثاني لترضيته!
أما العلويون فلم يقبلوا بشرعية خلافة بني العباس، خاصة بعدما ادعاه العباسيون من وصية أبي هاشم بن محمد بن الحنفية لعلي بن محمد بن عبد الله ابن العباس، ذلك لأن العلويين كانوا يرون الخلافة للفقهاء من آل محمد، وهم الأئمة من آل البيت الموجودون ذلك اليوم.
فتراهم ينددون بالعباسيين في أكثر من موقف وقضية ويعتبرونهم قد تستروا بغطاء (الرضا من آل محمد) ليحرفوا مسيرة الثورة ويزوروا آمال الجماهير المؤمنة.
وشك أن الدعوة تحت هذا الشعار تعني كون الأمر إلى آل البيت النبوي، وهم: علي وأبناؤه الميامين والمضطهدون في العهد السابق، الذين تحملوا ألوان الأذى وأنواع الرزايا والمحن، من سم الحسن المجتبى، وقتل الحسين الشهيد، وسب علي بن أبي طالب.. وأن الدعوة تحت هذا الشعار تعني أن الناس كانوا يدركون موضع أهل البيت، وأنهم كانوا يريدون ويسعون إلى إيصال الحق لأهله.
غير أن بني الأعمام - عندما وصل الأمر إليهم - قد قلبوا للعلويين ظهر المجن، فسعوا لتحريف معنى الآل والتأكيد على أن هذا اللقب والشعار كان لهم هم دون العلويين، فإنهم المعنيون بآل محمد، ثم راحوا يعضدون مدعاهم بالشاهد تلو الشاهد، وقد رغب الحكام الشعراء لنظم الشعر في ذلك فأخذت القصائد تنشد تلو القصائد (1).