- وسيقف القارئ على ذلك في الفصل الأول من هذه الدراسة - وقد وقفت سابقا على كلام الحجاج وتعليله بأنه: (أقرب إلى الخبث)، أو قول عائشة لعبد الرحمن:
(إن رسول الله قال ويل للأعقاب من النار) أو أنه (ص) قال: (أسبغوا الوضوء) وأن عائشة وابن عمر وأبا هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص قد أدرجوا هاتين الجملتين معا للدلالة على الغسل، وقد مثل علماء الحديث للإدراج بها.
فيحتمل أن يكون رسول الله (ص) قد أراد بقوله: " أن يسبغ كما أمره الله به " الإشارة إلى أن الإسباغ يتحقق بغسلتين لا أزيد، لما تواتر عنه (ص) وثبت عند الفريقين، إما تحقق الإسباغ بثلاث مرات فهذا ما لا تقبله مدرسة المسح وأتباع أهل البيت، وسنتعرض إلى ذلك مفصلا في الفصلين الأول والثاني.
ومن الظريف هنا أن نذكر عبارة لمحشي سنن ابن ماجة، حيث يقول، إن قوله: " يمسح برأسه ورجليه " يجب حمله على الغسل بأدلة خارجية، كما حمل القرآن عليه!
وقد ترجم ابن حجر لرفاعة بن رافع، وقال عنه: شهد بدرا، وروى عن النبي وعن أبي بكر الصديق، وعبادة بن الصامت، وعنه ابناه عبيد ومعاذ، وابن أخيه يحيى بن خلاد وابنه علي بن يحيى. مات في أول خلافة معاوية.
قلت: وأبوه أول من أسلم من الأنصار، وشهد هو وابنه العقبة (1).
وقال ابن عبد البر: وشهد رفاعة مع علي الجمل وصفين.
وقال ابن قانع: مات سنة إحدى أو اثنين وأربعين (2).
كانت هذه نماذج أخرى لوضوءات صحابة آخرين، تراهم يمسحون ويؤكدون على أن المسح هو من وضوء النبي (ص)، عرضناها لدحض اتهامات المغرضين الذاهبين لكل سبيل حالك!
ونأتي بنماذج أخرى لوضوءات بعض التابعين، وبعض أهل البيت، حتى يتبين لنا استمرار خط المسح، للتأكيد على أن المسح ليس من مبتدعات الروافض والشيعة، كما يقولون.