____________________
والحسينية، بل المستفاد من الآية الثانية، والسيرة النبوية، أن القتال إنما هو بعد الدعوة إلى الاسلام بأقسامها الثلاثة، أي الحكمة، والموعظة، والجدال بالتي هي أحسن، إذا الانسان إما أن يكون له قدرة على إدراك المطلوب بالبرهان، أم لا، والثاني إما أن يكون له قوة الجدال والمغالبة، أولا، فوظيفة النبي صلى الله وآله ومن قام مقامه في هداية الخلق مع الفرقة الأولى إقامة البرهان وإيقاع التصديق الجازم في أذهانهم، ومع الفرقة الثانية. الالزام ليلتزموا بما أمروا به، ومع الفرقة الثالثة إيقاع المقدمات الاقناعية في أذهانهم لينقادوا للحق لقصورهم عن رتبة البرهان والجدل، فالحكمة إشارة إلى البرهان، والموعظة الحسنة إلى الخطابة، وجادلهم بالتي هي أحسن إلى علم الجدل، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: أمرنا معاشر الأنبياء أن نكلم الناس على قدر عقولهم (1)، وعلى الجملة لا يبدأ بالقتال إلا بعد إتمام الحجة.
ثم بعد ذلك إن أسلموا فلا كلام وإلا فإن منعوا من الدعوة وهددوا الداعي وقتلوه يجب على المسلمين القتال، لحماية الدعاة ونشر الدعوة، لا للاكراه في الدين، والتدبر في آيات القتال والجهاد يرشدنا إلى ذلك، فهذه آيات القتال في سورة البقرة صريحة في ذلك (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم) (2)، وآيات سورة آل عمران نزلت في غزوة أحد وكان المشركون هم المعتدون، وآيات الأنفال نزلت في غزوة بدر الكبرى وكان المشركون هم المعتدون أيضا، وآيات سورة البراءة نزلت في ناكثي العهد من المشركين، ولذلك قال
ثم بعد ذلك إن أسلموا فلا كلام وإلا فإن منعوا من الدعوة وهددوا الداعي وقتلوه يجب على المسلمين القتال، لحماية الدعاة ونشر الدعوة، لا للاكراه في الدين، والتدبر في آيات القتال والجهاد يرشدنا إلى ذلك، فهذه آيات القتال في سورة البقرة صريحة في ذلك (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم) (2)، وآيات سورة آل عمران نزلت في غزوة أحد وكان المشركون هم المعتدون، وآيات الأنفال نزلت في غزوة بدر الكبرى وكان المشركون هم المعتدون أيضا، وآيات سورة البراءة نزلت في ناكثي العهد من المشركين، ولذلك قال