بمطلب مخصوص، كما قال عليه وآله السلام: أفلا أكون عبدا شكورا؟
316 - 5 ثم اعلم أن معرفة العارف بهذا السر الذي هو منتهى امره ومقدار حصته من الوجود ومرتبته عند الحق قد يكون بلا واسطة، بل شهوديا، أو باخبار الهى بلا واسطة، وقد يكون بواسطة، وذلك اما موهوب - كاخبار الملك أو من يثق عليه - واما مكتسب بالسلوك والرياضة.
317 - 5 فان قلت: فالذي بلا واسطة هل يكون للكسب فيه مدخل أو نفى الواسطة ينافي الكسب؟
318 - 5 قلنا: قد يكون للكسب فيه مدخل ولا ينافيه نفى الواسطة، وذلك بالنسبة إلى بعض الناس من الطالبين السالكين إلى الباب حيث يكون مدخل كسبهم في الوصول إلى الباب المعد لفيض الحق بلا واسطة لا في الدخول والفتح والشهود على عينه الثابتة، لعدمها بعد هذا كله في معرفة العارف.
319 - 5 واما تحقق المتحقق بهذا السر، بل وبمعرفة الحق وشهوده بالفتح الشهود الأتم، وبما ذا يفتح الحق سبحانه بابا حضرته على المتوجه إليه الطالب، فلا مدخل للكسب فيه أصلا، فالحكم الجملي والأصل الكلى ان المتحقق مراد ظهوره بالصورة، وهو الذي اصطفاه لنفسه لا بسواه، لا حكم عليه يتعين ولا نعت له بذلك، بل هو مع الصورة ومن له الصورة كما يريد سبحانه من حيث تلك الصورة، ومتى غلب عليه حكم أمر ما من الصورة أضيف إليه ونعت به، لا مطلقا بل في ذلك الوقت فحسب، حتى أن دام على أمر بعينه إلى آخر العمر وغلب عليه كان ما كان لم يصح كونه على الصورة.
320 - 5 وأقول: كأن المراد - والله أعلم - بهذه الحالة منتهى مراتب التسليم، فقد قيل له ثلاث مراتب مسبوقة بمراتب التوحيد وحصر القدرة والجود والحكمة في الحق.
321 - 5 فاما التوحيد أربع مراتب: قشر قشر، وهو باللسان مع غفلة القلب. وقشر، وهو بتصديق القلب ولو بالتقليد أو النظر. ولب، وهو بمشاهدته كشفا ان الكل صادر من