آدم، وتفصيله من حيث كليات ما كان معناه وصورته جامعا له انما كان حقائق الخلفاء والكمل، بل كل منهم جمع واجمال لتفرقة من هو تحت حيطته من قومه قابلا كان أو آبيا، وصورة جمعية الجميع تابعهم ومتبعوهم انما كان الصورة المحمدية الأكمل ومعناه وحقيقته الا جمع، وتفرقة هذه الأحدية الجمعية حقائق الكمل والخلفاء والأقطاب والابدال ومن كان تحت حيطة كل واحد من الأمة المحمدية. هذا كلامه.
263 - 5 ثم نقول: في اختلاف تلك التلقيات وأسبابه واصله ما قال في التفسير: ان مراتب الأسماء لما كانت مرتبطة واحكامها مشتبكة متداخلة بالتوافق والتباين، الموضحين حكمي الابرام والنقض، صارت أحوال الخلق متفاوتة مختلفة، لان اجتماعات الاحكام الأسمائية على ضروب، فيحصل بينها كيفيات معنوية مقرونة بتقابلات روحية، فيحدث في البين ما يشبه المزاج، فكما يقال هذا مزاج صفراوي وذاك بلغمي، يقال هذا عبد العزيز وذلك عبد الظاهر وذلك عبد الباطن أو عبد الجامع وآدم في السماء الأولى وعيسى في الثانية إلى غير ذلك.
264 - 5 ثم إنه يحصل بين تلك الأمزجة المعنوية والروحانية وبين هذه الأمزجة الطبيعية اجتماع اخر تظهر له احكام مختلفة تنحصر في ثلاثة أقسام: باعتبار غلبة الاحكام الروحانية حتى صارت الطبيعية تابعة لها كالمستهلكة فيها، أو بالعكس - كجمهور الخلق - وقسم ثالث يختص بالكمل ومن شاء الله تعالى من الافراد وآيتهم: اعطى كل شئ خلقه ثم هدى (50 - طه) فيظهر بحسب هذه الأقسام سلطنة الغالب منزه ومشبه وجامع ومشرك وموحد وغير ذلك. هذا كلامه.
265 - 5 إذا علم ذلك فليعلم ان كل ما يجرى في حضرة الوجوب والامكان من الارتباطات الثابتة الأصلية بحكم الجمع الاحدى الأصلي. والمناسبة الأصلية الناشئة من الأسماء الأصلية ومن الارتباطات الموقتة لتوقيت تمام الاستعداد ومن المحاذاة المحدودة بوجوه: