1113 - 4 الرابعة: ان احكام الممكنات وهى الاحكام التي لا يصح اضافتها إلى الحق من حيث هو هو يتصل من بعضها ببعضها، لكن يظهر بالحق وفيه من حيث كونه نورا ووجودا، ولا ظهور الا بنور الوجود، وهو من حيث هو لا يتقيد ولا يتعدد ولا ينعدم ولا يحدث ولا يتغير، فكل ذلك احكام يلحق بممكن ممكن، لكن ظهورها بالحق، فالأحوال لا تتقلب في الحق، بل الحق يتقلب في أحواله بموجب: كل يوم هو في شأن (29 - الرحمن).
1114 - 4 لخامسة: ان صور الموجودات مظاهر نسب علمه، أي صور الكيفيات العلمية المعبر عنها بالحقائق، ولا يظهر الحقائق في الوجود الا بعد تأليفها بشرائط، فيكون صور كلماته النفسية الرحمانية أيضا، وهذا بحسب كل موجود موجود.
1115 - 4 اما جملة الموجودات، فصور لحضرة علمه مطلقا ومظهر واحد مشتمل على تعينات متعددة نسبية، لكن لحقيقة نفسه الأحدية، عرف ان المثال الواقع في الوجود موافق للأصل الإلهي، يعنى ان الكتابة الخارجة والنطق الإنساني صورة الكتابة الإلهية التي هي ايجاد، وان الكتاب القولي مطابق للكتاب الإلهي الفعلي ومحكم بنيانه، لذا سمى حكيما كما سمى الكتاب الفعلي مبينا، ففي الكتابة دواة ومداد ثم حروف كامنة فيه ثم ورق ثم كتابة ثم قصد إليها ثم استحضار لما يراد كتابته، وكذا في النطق علم الناطق وذهنه ثم حروف وكلمات كامنة مجملة فيه ثم نفس، فصوت ثم قول ثم قصد إلى النطق ثم استحضار ما يراد به.
1116 - 4 فالمداد مع الدواة نظير مرتبة الامكان بما حوته من الممكنات، يعنى ان الدواة نظير المرتبة والمداد نظير النفس الرحماني فيها، وذهن المتكلم وعلمه في النطق أيضا نظير مرتبة الامكان، وذلك لاحاطة الحق بما في مرتبة الامكان وجودا وعلما، فكذا الانسان محيط بما في الدواة والذهن اظهارا، ثم حقائق الممكنات التي في مرتبة النفس الرحماني والتجلي الاحدى كالحروف الكامنة في الدواة، وعلم المتكلم وذهنه اندراج الكثرة التي يحصل من نواة التمر فيها، وإليه الإشارة بقوله عليه وآله السلام: كان الله ولا شئ معه، أي