المراتب الأسمائية أو الكونية سورة، وجملة من السور المعتبر احاطتها بجميع المراتب السابقة - لكن مندرجة في الرتبة الثانية والبرزخية المضافة إليها - كان كتابا مبينا، فمفصله العالم ومجمل صورته بالفعل آدم وجميع الخلفاء الكاملين وأولوا العزم من الرسل قبل بعث محمد صلى الله عليه وآله.
802 - 4 اما إذا أفاد ذلك الاجتماع المحيط أحدية جمع مضافة إلى حقيقة الحقائق داخلة فيها الرتبة الأولى والبرزخية الكبرى بحكم سرايتها في جميع المراتب بحيث لم يكن مشهودا الا لشاهد واحد ووارثه الحقيقي، كان ذلك قرآنا ومجمل صورته الا جمع صورة محمد صلى الله عليه وآله.
803 - 4 فالكتاب كتابان: فعلى وقولي، فالفعلي هذا الكتاب المبين، وقد ذكروا لقولي هو الكتاب الحكيم، أي المحكم ببيان ذلك الكتاب الفعلي المختصر.
804 - 4 واعلم أن ذلك الكتاب الحكيم متنوع حسب تنوع الحقائق المشتمل عليها البرزخية الثانية، فللتجلي الثاني من حيث كل واحد منها نزول وله في نزوله مظهر كلي ومن حيث مظهره ذلك دور سلطنة، وله أيضا عروج من نزوله وفي عروجه ذلك مظهر كلي جمعي انساني هو عين كل خليفة كامل ما عدا محمد صلى الله عليه وآله، وله فيه كتاب محكم ببيان كماله مبين له نقطة اعتداله في جميع أحواله وأحوال متابعيه وقومه وآله، كصحف الأنبياء غير نبينا محمد صلى الله عليه وآله.
805 - 4 واما القرآن الحكيم فهو الجامع لاحكام تلك الحقائق والأسماء الكلية الأصلية وهى الأئمة السبعة أحدية جمع اعتدالي، النازل ذلك الكتاب على مظهر إحدى جمعي لتلك الأحدية الجمعية، وهو نبينا محمد صلى الله عليه وآله وهو القرآن المحكم ببيان أكمليته والمترجم عن حاق برزخيته واعتداله في جميع أقواله وافعاله وأحواله من صورته الاجمالية لنفسه والتفصلية لمتابعيه وقومه، وإليه الإشارة بقول عائشة: كان خلقه القرآن، إشارة عليم خبير مقتبسة من مشكاة ذلك البشير النذير.