الفيض الأقدس النزيه القائل بلسان حاله: قبل من قبل لا لعلة ورد من رد لا لعلة.
845 - 4 فعلم من هذه الاسرار ان القمر مظهر الشمس ومفصل جمل لاحكامه وخواصه المنطوية المندرجة في ذات الشمس، المتوقف ظهورها وتعددها على القوابل المختلف الاستعداد، كالوجود الإلهي الممثل به بعينه، فإنه من حيث إنه وجود محض لا يحاط به رؤية وعلما - كذات القمر - ومن حيث إنه وجود ظاهر في الممكنات بحسبها يعرف الحق بما يعرف من الوجوه المذكورة ويعرف أيضا صورة تعلق علمه بكل شئ على النحو الذي هو عليه لا يتغير أصلا بتغير الزمان وغيره، أي من حيث هو علمه، وسر تعلق علمه بكل جزء وجزئي من الوجه التفصيلي وسر قوله: حتى نعلم (31 - محمد) أي من حيث المظاهر وغير ذلك من احكام مرتبة المظهرية.
846 - 4 ثم نقول: واما العناصر: فكما كانت من وجه مظاهر الأسماء المختصة بالعماء، من الأمهات الأربع لصفات الألوهية، كذلك هي مظاهر الطبيعة من وجه اخر - لكن لا مطلقا - إذ الطبيعة من حيث هي آثار توجهات الأرواح العالية النورانية محل تعين عالم المثال كما مر، بل من حيث ظهور حكمها في الأجسام، فان ظهور حكم الطبيعة في الأجسام في العرش بنوع وفيما تحت اللوح المحفوظ الذي هو روح الكرسي بنوع آخر، وذلك لان الطبيعة كما مر في كلام الشيخ الجندي هي القوة الفعالة للصورة الطبيعية، والطبيعة الكلية هي الحقيقة المؤثرة الفعالة للصور كلها في المادة العمائية وهى منها وفيها، والطبيعة ظاهرة الإلهية، والإلهية التي هي أحدية جمع الحقائق الفعلية الوجوبية باطنها وهويتها، والله هو الفاعل للأفعال كلها، فأول صورة وجدت في المادة العمائية الكونية طبيعة واحدة جامعة للقوى الفعالة والمواد المنفعلة في أحدية جمعها الذاتية وهى حقيقة الجسم الكلى المسمى بالدرة في الحديث على وجه. هذا كلامه.
847 - 4 فالطبيعة من حيث ظهور حكمها في الأجسام إذا اقتضت ظهور الحكم من حيث اجتماع الأرواح النورية، لا يولد الا عالم المثال كما مر، واما إذا اقتضت