احكامها الميل إلى الظهور وكمال الجلاء والاستجلاء.
95 - 4 الرابع: ما قاله الشيخ قدس سره في تفسير إياك نعبد: من أن الانسان الكامل في كل عصر من حيث أحد وجهي هذه المرتبة - أعني الذي يلي غيب ذات الحق ولا يغايره ولا يمتاز عنه - يترجم عن غيب الذات وشئونها التي هي حقائق الأسماء، ب (نحن) و (انا) و (لدينا) ونحوها، ومن حيث الوجه الاخر الذي ينطبع فيه الأعيان وأحوالها يترجم عنها وعنه من حيث هي وبلسانها ومن حيث هو أيضا بلسان جميعة خصوصية، وما حوته ذاته من الاجزاء والصفات والقوى الروحانية والجسمانية الطبيعية ب (نعبد ونستعين واهدنا) لاحاطة مرتبته الكمالية بالطرفين وما اشتملا عليه غيبا وشهادة روحا وجسما، عموما وخصوصا، قوة وفعلا اجمالا وتفصيلا، فافهم وارجع إلى ربك بالتضرع والافتقار، ان فك لك ختم هذا الكلام عرفت سر الربوبية والعبودية في كل شئ وتحققت ان كل عابد من حيث خلقيته متوجه إلى أصله الإلهي المتعين به من مطلق غيب الذات في المرآة الكمالية الانسانية الإلهية بانعكاس حكمي راجع من عرصة الامكان إلى المرآة المذكورة، فإياه نعبد - مع أنه ما عبد أحد الا الله - من حيث إن تلك المرآة الكمالية قبلة كل موجود ووجه كل شئ من هذه المرآة، وفيها أصله المحاذى والمتعين له به من غيب الذات، فكل أحد له قسط من الحق اخذه من مشكاة صورة ذلك الشأن.
96 - 4 ثم نقول: وللذات المشار إليه وهو حضرة الوجود الحق من حيث هذه المرتبة الأحدية الكلية اعتباران هما نسبتان: أحدهما اعتبار جمعه الاحدى الغيبي الأحاطي، فبذا سمى حضرة الجمع ومرتبة أحدية الجمع، وثانيهما اعتبار انه عين الحقائق المذكورة لا غيرها وانه انبسط عليها فصار صورة جمعيتها، فبذا سمى الوجود العام والتجلي الساري والنفس الرحماني والخزانة الجامعة ونحوها تسمية له بأعم أوصافه وأولها تعينا وظهورا