النقي صورته الجمعية المعنوية، كما أن مزاجه الأشرف الأعدل صورته الجسمانية وإليه أشار بقوله عليه وآله السلام: أول ما خلق نوري.
34 - 4 ثم قال: وهذا التجلي الأول يتضمن الكمال الذي حقيقة حصول ما ينبغي على ما ينبغي وهو قسمان: كمال ذاتي هنا يكون في مبدأ الرتبة الثانية حياة (1) يلازمه الغنى الذاتي، وهو شهود الذات نفسه من حيث وحدته بجميع شؤونها - نزولا وعروجا دنيا وآخرة - شهود مفصل في مجمل دفعة واحدة، كشهود المكاشف في النواة نخلا وثمارا لا يحصى. ثم كمال أسمائي، هو ظهور الذات لنفسها من حيث تفصيل اعتباراتها، اما ظهورا مفصلا أو مجملا بعد التفصيل من حيث مظهر شأن كلي جامع هو الانسان الكامل الحقيقي، والفرق بينهما ان هذا بشرط شئ - بل أشياء - وتحقق الكمال الذاتي بلا شرط أصلا.
35 - 4 ومن احكام التجلي المتخذ فيه من حيث الكمال الذاتي اعتبار الوجود الذي حققته ما به وجدان العين نفسه في نفسه أو في غيره أو غيره في غيره، واعتبار النور الذي هو الكاشف للمستور، والعلم الذي هو ظهور عين لعين، والشهود الذي هو الحضور مع المشهود، اما من حيث الكمال الأسمائي المتعلق بها وسائر الأسماء أصلا وفرعا، فمن شرطه التميز والمظهر والمرتبة والغيرية بالنسبة أو بالحقيقة بحكم المحل صوريا كان - كالظروف - أو معنويا - كالمراتب - فان لون الماء لون انائه، وكمراتب الحس والروح والمثال، تأمل تعرف اسرارا جمة:
36 - 4 منها: ان العلم بحسب التعين الأول ظهور عين الذات لنفسه باندراج اعتبارات الواحدية - مع تحققها - ويتعدى إلى مفعول واحد هو ذاته، وبحسب المرتبة الثانية ظهور الذات لنفسها بشئونها مع مظاهر الشؤون المسماة صفات وحقائق ويتعدى إلى مفعولين، إذ ظهر نفسه لنفسه ذا حياة وعلم وغيرهما، فحصل في انتهاء المرتبة الثانية كثرة حقيقية