مصباح الأنس بين المعقول والمشهود - محمد بن حمزة الفناري - الصفحة ١٣١
العلمية، بل ارتفاع احكام القوى عين رجوعه إلى معدنه، فإنه فيه (1) ما برح.
197 - 3 ثم إذا لحق بالمعدن أدركه المستفيد من الكتاب أو الخطاب ثابتا في مستقره بحكم عينه الثابتة المجاورة لذلك الامر في حضرة العلم، وانما تغدر هذا الادراك قبل الدروج والعروج مع حصول المجاورة المذكورة للقرب المفرط وحجاب الوحدة، إذ الغيب الإلهي لا يتعدد فيه شئ، فلا يضبطه النفس (2)، بخلاف ما اكتسب حال التنزل والمرور على المراتب هيئة معنوية وصفات صابغة يصير له تميز به يتأتى للنفس ضبطه وادراكه وتذكرة في ثاني الحال، وقد تعذر قبله لعدم تعينه. هذا كلامه.
198 - 3 فان قلت: لم لم يذكر الواهمة في أقسام القوى (3) - كما ذكرت في الحكمة -؟
199 - 3 قلت: لان المتخيلة يشملها (4)، فان المراد بالخيال، القوة الباطنة المدركة للجزئيات، على أن المدرك الباطني معنى كلي ويحصل جزئيته بالتعلق بالمحسوسات بان يحكيه الخيال بصورة تناسبه، ولذا قال الجندي في رسالته: المتخيلة في مقدم الدماع والحافظة في مؤخره، والمفكرة في وسطه، ولم يذكر قوة أخرى مدركة جسمانية باطنية.
200 - 3 وههنا تنبيه شريف ذكره الجندي وهو: ان حال النفس الناطقة مع قواها المبثوثة في جسمانيتها وروحانيتها أدل دليل على أن النفس الكلية مع قواها المبثوثة في طبقات السماوات وأركان الأمهات والمولدات الموكلة للحفظ والتربية، وهى الملائكة التي

(1) - فإنه ما برح - ط - ل - كذا في النسخة بدون لفظة فيه، أي المعدن على حاله دائما ثم ينتقل من مقامه، وفي التفسير: فإنه فيه ما برح، أي ذلك الامر يكون في المعدن دائما ولم ينتقل عن معدنه، وانما الاحكام اللاحقة به قضت عليه بقول النعوت المضافة إليه من المرور والتنزل وغيرهما - ش (2) - قوله: وانما تعذر...
إلى اخره، لا يحصل الادراك الامتيازي الأسمائي الا بالتجليات الأسمائية، لا في الحضرة الواحدية ولا في الحضرة الكونية، وعند اضمحلال الأسماء والصفات في أحدية الجمع لا حكم الا للأسماء الذاتية، فالامتياز والإدراك والمدرك والمدرك كلها حكم الأسماء في الظهور بالواحدية، والأسماء الذاتية عند التجلي بالأحدية الجمعية وعند صعق السماوات والأرض ومن فيهن فلا حكم أصلا - لا للأسماء ولا للاعيان - وهذا غير الصعق الحاصل بالنفخ عند احتجاب القلوب - خ (3) - فعلى هذا تكون الواهمة متدرجة في النفساني والعقلاني كما اختاره صدر المتألهين في الاسفار وغيره وحققه ببيان دقيق، فارجع - ش (4) - فيعم الخيال في الواهمة والحس المشترك - ش
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست