كان هذا ضوءا على قرارات الإمام علي بخصوص الفئ ومنها علمنا أن الذين شاركوا في الحروب لا تكون حقوقهم لغيرهم. كما علمنا أن الإمام كان يسوي بين الناس في العطاء. وكان يتعامل مع المال على أنه مال الله. وبنظرة سريعة أيضا على أموال الصدقة نجد أنه كان يتعامل مع هذا المال بدقة شديدة فعامله على الصدقة يتحرك وفقا لأوامر عمودها الفقري يقوم على الرحمة وعندما تصل الصدقات إلى الإمام فإنه يعطيها لمن أوجبها الله لهم. ومن وصية كان رضي الله عنه يكتبها لمن يستعمله على الصدقات سترى كيف كان يقيم عماد الحق في صغير الأمور وكبيرها. يقول الإمام في وصيته: انطلق على تقوى الله وحده لا شريك له. ولا تروعن (1) مسلما. ولا تجتازن عليه كارها (2). ولا تأخذ منه أكثر من حق الله في ماله. فإذا قدمت على الحي فانزل بمائهم من غير أن تخالط أبياتهم (3). ثم امض إليهم بالسكينة والوقار حتى تقوم بينهم فتسلم عليهم. ولا تخدج بالتحية لهم ثم تقول: عباد الله. أرسلني إليكم ولي الله وخليفتكم لآخذ منكم حق الله في أموالكم. فهل لله في أموالكم من حق فتؤدوه إلى وليه؟ فإن قال قائل: لا. فلا تراجعه. وإن أنعم لك منعم (4) فانطلق معه من غير أن تخيفه أو توعده، أو تعسفه (ذ) أو ترهقه (6). فخذ ما أعطاك من ذهب أو فضة. فإن كان له ماشية أو إبل فلا تدخلها إلا بإذنه. فإن أكثرها له. فإذا أتيتها فلا تدخل عليها دخول متسلط عليه ولا عنيف به. ولا تنفرن بهمة ولا تفز عنها.
ولا تسوءن صاحبها فيها (7). واصدع المال صدعين ثم خيره (8). فإذا اختار فلا