الرسول) (1)، لقد أخبر تعالى عن ثلاثة جرائم: الإثم والعدوان ومعصية الرسول. والإثم هو: العمل الذي له أثر سئ. والعدوان هو: العمل الذي فيه تجاوز إلى الغير مما يتضرر به الناس ويتأذون. والإثم والعدوان يدخلان تحت عنوان معصية الرسول. ولكنه تعالى أفرد معصية الرسول لتشمل مخالفته فيما أمر به أو نهى عنه. مما له من ولاية أمورهم لأنه صلى الله عليه وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم.
لقد نهوا عن النجوى وإن لم تشتمل على معصية. ولكنهم خالفوا. وكان هؤلاء من المنافقين والذين في قلوبهم مرض وقيل: إن اليهود كانوا طرفا في هذه النجوى. وشمول اليهود في الآية فيه خفاء. وقد بين سبحانه أن التناجي بالإثم والعدوان ومعصية الرسول. تنتهي إلى الشيطان، قال تعالى: (إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا...) (2)، وروي في تفسير هذه الآيات أن خط الحرب كان هدفهم القضاء على الدعوة، وكان لهذا الهدف ثقافة عرفت باسم " العقدة " أو " الصحيفة " ويمكن أن يرى الباحث هذا العقد إذا تدبر الحوار بين المهاجرين والأنصار بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله، وإذا نقب في الأحداث بعد ذلك على امتداد العهد الأموي. ويمكن القول بأن قوافل الذعر والحسد والذين كرهوا أن تجتمع الخلافة والنبوة في بيت واحد. تعاقدوا فيما بينهم على ورقة ثقافية يبثوها على العامة الذين يحبون الدنيا والذين طلبوا أن يكون لهم ذات أنواط والذين لا يعلمون من دينهم شيئا والذين يبحثون عن أمجاد الآباء وغير ذلك مما أوردنا عند البحث عن صفحة المجتمع. وأن العمود الفقري لهذه الثقافة هو:
إن الله بعث محمدا رسولا إلى الناس كافة. ومحمد لم يستخلف أحدا من بعده. وما قاله في علي بن أبي طالب له تأويلات كثيرة عند العرب. والنبي جعل الاختيار إلى المسلمين يختارون لأنفسهم من وثقوا برأيه. والرسول لم يستخلف