جاء ذكره عند البخاري وأحمد وغيرهما. ولنبدأ من عند طرد الإبل الغريبة من على حوض النبي. روى مسلم عن أبي هريرة قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لأذودن عن حوضي رجالا كما تذاد الغريبة من الإبل " (1)، ومعناه: كما يذود ساقي الناقة الغريبة عن إبله إذا أرادت الشرب مع إبله (2)، وهذا الحديث من جنس الحديث الذي رواه أحمد عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله غافر إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله " (3) وبالجملة، بعد النظر في الروايات الواردة في الحوض ونحن نبحث عن الصارخ. وجدنا أنه علي بن أبي طالب عليه السلام.
روى الطبراني قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي معك يوم القيامة عصا من عصي الجنة تذود بها المنافقين عن حوضي (4). وعن علي قال: أنا أذود عن حوض النبي صلى الله عليه وآله بيدي هاتين القصيرتين. الكفار والمنافقين. كما تذود السقاة غريبة الإبل عن حياضهم " (5)، وعن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سألت ربي أن تسقي أمتي من حوضي فأعطاني " (6).
وروى، إن معاوية بن خديج كان يسب علي بن أبي طالب. يوم أن كان السب ثقافة أمر بها معاوية ابن أبي سفيان. فلقيه الحسن بن علي فقال له: أنت الساب لعلي! أما والله لتردن على الحوض. وما أراك أن ترده. فتجده مشمر الإزار على ساق يذود عنه. لا يأتي المنافقون ذود (كذا) غريبة الإبل. قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وقد خاب من افترى (7).