صراط واحد حتى يردا على الحوض. وبعد أن حث الأمة على مودتهم وفيه دليل على أن عبادتهم حتى قيام الساعة هي عبادة الحق لأن الله لم يفرض مودتهم إلا وقد علم أنهم لا يرتدون عن الدين أبدا ولا يرجعون إلى ضلال أبدا. وبعد أن أمر تعالى بالصلاة عليهم. لتستقيم الصلاة عليهم مع المودة على طريق واحد وبالصلاة والمودة تغرس في النفوس تعظيم شأنهم. بعد كل هذا طهرهم الله من الصدقة وفرض لهم في الأموال فرضا. لتكون دائرة الطهر بذلك دائرة كاملة ناصعة في بياضها قوية في محبتها.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس " (1) وعن أبي هريرة قال: أخذ الحسين بن علي من تمر الصدقة فجعلها في فيه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كخ كخ إرم بها أما علمت أنا لا نأكل الصدقة " رواه مسلم (2)، وقال النووي: معنى أوساخ الناس إنها تطهير لأموالهم ونفوسهم. كما قال تعالى: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) فهي كغسالة الأوساخ (3).
لقد حرم الله تعالى الصدقة على النبي وآله " إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة " رواه مسلم (4). وعوضه سبحانه سهما من الخمس عوضا بما حرم عليه. وضرب لآله معه سهما عوضا مما حرم عليهم. قال تعالى في صدر سورة الأنفال: (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين) (5).
والأنفال جمع نفل. وهو الزيادة على الشئ. ولذا يطلق النفل على التطوع