أم تراها مخالفة لما ورثته من سنة أبيها والدين الذي أنزل عليه، فخالفته فيما أمر به؟!!
أم هو حديث صاغته سدنة بني أمية لإثارة الغبار والضباب، لإخفاء فضائل علي (عليه السلام)، وخفضا لمقامه، ومحقا للدين؟!!
نعم، هو ذلك لعمري، حديث موضوع، يدحضه قول الصادق الأمين، مخاطبا أبا بكر وقومه: " لا أدري ما تحدثون بعدي " (1).. وما كان لأبي بكر يوم ذلك الخطاب إلا البكاء، لو يجدي البكاء!
وكان الغضب الفاطمي ذا مرارة طغت على لذة الخلافة والسلطة، فانتزعت تلك المرارة الحقيقة من أعماق الفطرة مهما كان ولكن فات الأوان. وبين سكرات الموت قال أبو بكر: " فوددت أني سألته - يعني رسول الله - لمن هذا الأمر، فكنا لا ننازعه أهله " (2) ولكن.. لات ساعة مندم.