دعوة إلى سبيل المؤمنين - طارق زين العابدين - الصفحة ٢١٤
﴿قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى﴾ (1)، فالأجر لا بد أن يكون على قدر نوع العمل، ولذا فمودة أهل البيت لا بد أن تساوق من حيث القدر ما جاء به النبي الأكرم من نعمة الإسلام والرحمة التي ما أرسل إلا بها. ولو كان هناك أجر يضاهي ذلك غير مودة أهل البيت يمكن أن يكافأ به النبي صلى الله عليه وآله لكان هو الأجر.. وهذا أمر لو تدبرنا عظيم.
إن هذا الأجر أدناه تسليم زمام الأمر في قيادة المسلمين وإدارة شؤونهم بعد النبي الأكرم لأهل بيته الذين ساوت مودتهم - من حيث إنها الأجر - نعمة الدين الإسلامي من حيث إنه عليه بهذه المودة.
وهذا التساوي السنخية والشبه القوي بين النبي صلى الله عليه وآله وهذا الدين الذي هو خلق النبي المعصوم وطريقة حياته صلى الله عليه وآله من ناحية.. والشبه القوي بين العترة الطاهرة والنبي صلى الله عليه وآله من ناحية أخرى.
ووجه الشبه بين العترة والنبي الأكرم هو تلك المودة، من حيث إنها واجبة في حق العترة، ومن حيث إنها الأجر الذي استحقه النبي صلى الله عليه وآله مقابل ما جاء به للناس من هداية ورحمة.. فمودة العترة كأجر ترضي النبي صلى الله عليه وآله بلا ريب، فهي في حقيقة الأمر مودة للنبي نفسه، فتدبر.
ولكن، هل تصح هذه المودة مع المخالفة للنبي في نهجه؟ وهل يمكن تصورها مع مشاقة النبي صلى الله عليه وآله؟! أبدا. فلا يستطيع أحد ادعاء مودة النبي صلى الله عليه وآله وهو مخالف له. فهذه المودة لا تستقيم إلا باتباع النبي صلى الله عليه وآله، ولما كانت مودة النبي صلى الله عليه وآله هي في عترته.. فما هو أنسب أسلوب للمودة يمكن أن يحفظ به النبي صلى الله عليه وآله في عترته؟ أليس هو الاتباع للعترة والاقتداء بهم.؟
أجل، إن مودة النبي صلى الله عليه وآله في أهل بيته عليهم السلام لا تغني إلا اتباع النبي الكريم باتباع أهل البيت من عترته، لأن هذا هو الذي يرضي النبي صلى الله عليه وآله ويسره لا غير.
ولو كان ودهم يعني المحبة دون الاتباع فهذا لا يختص بأهل البيت النبي وحدهم، وإنما هو أمر مطلوب بين عامة المؤمنين الذين هم في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد...

(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 تمهيد 10
3 الانسان بين الواجب الدنيوي والمصير الأخروي 13
4 وجوب التحقيق في أمر العقيدة 16
5 متطلبات التحقيق في أمر العقيدة 19
6 الأسباب الموجبة للتحقيق في أمر أمر العقيدة 22
7 أولا: الفتن والاختلافات الحادة 22
8 ثانيا: تعدد الفرق الاسلامية 23
9 ثالثا: بعد المسافة الزمنية بين زماننا وزمان النبي صلى الله عليه وآله 23
10 رابعا: حصار أهل البيت وتكميم أفواههم 24
11 اختلاف المسلمين حول ولي الامر بعد النبي صلى الله عليه وسلم 28
12 الفصل الأول: عدالة الصحابة مقدمة في عدالة الصحابة 33
13 تعريف الصحابي 34
14 تعريف العدالة 35
15 الباب الأول: حديث اقتداء بالصحابة 39
16 شرب الخمر 41
17 الفرار من الزحف وشماتة البعض 42
18 كتمان الشهادة! شهادة الزور 44
19 سب الإمام علي عليه السلام 45
20 اختفاء المنافقين بين الصحابة 48
21 الباب الثاني: حديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء 54
22 إشكالات على الحديث 55
23 اختلاف علي عليه عليه السلام وعثمان رضي الله عنه 58
24 إخبار النبي صلى الله عليه وآله لأبي بكر بالاحداث 59
25 محدثات أبي حفص 61
26 مخالفة الصحابة للخلفاء الأربعة 64
27 مخالفة سعد بن عبادة لأبي بكر وعمر 65
28 خلاف بعض الصحابة للخليفة الرابع 66
29 مخالفة عائشة لعثمان وعلي رضي الله عنهم 68
30 (الفصل الثاني: حديث اقتداء بأبي بكر وعمر) الباب الأول: الاقتداء بأبي بكر وعمر 73
31 من هي الزهراء؟ 75
32 ماذا كان بينها وبين أبي بكر وعمر؟ 80
33 الباب الثاني: مواقف عمر من أقوال وأفعال النبي صلى الله عليه وآله 95
34 عمر وصلح الحديبية 97
35 عمر وصلاة النبي على ابن أبي المنافق 109
36 ضرب عمر لمبعوث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 113
37 عمر ورزية يوم الخميس 115
38 تزييف الاعتذار من نواح أخر 120
39 (الفصل الثالث: خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه) الباب الأول: استخلاف النبي صلى الله عليه وآله لأبي بكر في الصلاة 131
40 الحديث المروي في صلاة أبي بكر 132
41 بحث السند 133
42 حديث أبي موسى الأشعري 133
43 حديث عبد الله بن عمر 135
44 حديث عبد الله بن زمعة 137
45 حديث عبد الله بن عباس 138
46 حديث عبد الله بن مسعود 139
47 حديث بريدة الأسلمي 140
48 حديث سالم بن عبيد 140
49 حديث أنس بن مالك 142
50 حديث عائشة 143
51 حديث عائشة عن الأسود 144
52 حديث عائشة عن مسروق بن الأجدع 147
53 هل صلى أبو بكر بالناس؟! 150
54 الباب الثاني: إجماع الصحابة على أبي بكر الصديق رضي الله عنه 153
55 دلالة الحديث على صلاة أبي بكر 160
56 الباب الثالث: الشورى 179
57 السقيفة والشورى المزعومة 181
58 ترك الامر للناس والشورى 185
59 (الفصل الرابع: أولو الامر هم أهل البيت عليهم السلام) الاستخلاف واجب على النبي صلى الله عليه وآله 191
60 من هم أولو الامر 196
61 نظر الإمام الرازي 198
62 نظر ابن جرير الطبري 207
63 أولو الامر هم أهل البيت عليهم السلام 213
64 ما هي العصمة؟ 219
65 أهل بيت النبي معصومون 221
66 دلالة آية التطهير على العترة من خلال العصمة 221
67 دلالة حديث الثقلين على عصمة العترة 225
68 دلالة " حديث السفينة " على عصمة العترة 232
69 خلاصة البحث 237
70 من هم أهل البيت؟ 238
71 (الفصل الخامس: الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وآله علي عليه السلام) خلافة علي عليه السلام في آية الولاية 249
72 علي عليه السلام ولي كل مؤمن بعد النبي صلى الله عليه وآله 254
73 خلافة علي عليه السلام في حديث الدار والانذار 259
74 خلافة علي عليه السلام في حديث الثقلين 262
75 عمر بن الخطاب يقول الحق!! 265