استتابوه ثم قتلوه، وقد قلت وقالوا، وقولي الأخير خير من قولي الأول، فقال لها ابن أم كلاب:
فمنك البداء ومنك الغير * ومنك الرياح ومنك المطر وأنت أمرت بقتل الإمام * وقلت لنا إنه قد كفر فهبنا أطعاناك في قتله * وقاتله عندنا من أمر... إلخ فانصرف إلى مكة، فنزلت على باب المسجد، فقصدت للحجر، فسيرت واجتمع إليها الناس، فقالت: يا أيها الناس، إن عثمان قتل مظلوما "، ووالله لأطلبن بدمه (1). وقد وقف إلى جانب عائشة كل من طلحة والزبير، وكان الإمام قد استرد منهما ولايتي اليمن والبحرين، ورفض إعطاءهما ولايتي البصرة والكوفة كما رغبا، فنكثا عهديهما مع الإمام وادعا أنهما كانا قد أكرها على مبايعته، وذهبا إلى مكة يحثان أم المؤمنين عائشة على محاربته بحجة المطالبة بدم عثمان والاقتصاص من قاتليه الذين زعم أنهم قد اندسوا في جيش الإمام علي عليه السلام وما شجع أم المؤمنين على الاستجابة لحثهما هو علمها بخبر رفض معاوية وأهل الشام مبايعة علي، وكذلك وصول عبد الله بن عامر الذي كان آخر وال لعثمان على البصرة، ودعوته لها بالتوجه إلى البصرة ووعده إياها هناك بالمساندة بالمال والرجال.
فأمرت عائشة بعمل هودج لها من حديد، وخرجت متوجهة إلى البصرة ومعها الزبير، وطلحة، وعبد الله بن الزبير، ومحمد بن طلحة، وأتباعهم من بني أمية وعلى رأسهم مروان بن الحكم والذي كان هاربا " من المدينة بعد أن علم أن الإمام عليا " عليه السلام يطلبه (2). وحاولت عائشة أن تقنع أمهات المؤمنين بمرافقتها إلى البصرة، ولم يوافقها إلى ذلك سوى حفصة إلا أن أخاها