فهؤلاء وأمثالهم لم يدعهم الإسلام لقيادة الشيطان، بل رسم لهم ما يحقق رغبتهم أو بعضها في إطار حلال، وهو إباحة تعدد الزوجات.
هذا من جهة الرجل، فإذا جئنا إلى المجتمع وجدنا ظروفه كثيرا ما تجعل تعدد الزوجات وسيلة لحل مشكلة به، فلعل تعدد الزوجات هو الوسيلة الصالحة لحل مشكلة زيادة عدد النساء على الرجال وبخاصة بعد الحروب والفتن حيث تصبح هذه الزيادة كبيرة ولا نزاع أنه أكرم للمرأة حينئذ أن تتزوج متزوجا من الرضا بعلاقة الخليلة التي لا حقوق لها ولا لأولادها قبل الرجل، وأكرم لها كذلك من حياة العانس لما في هذه الحياة من حرمان وفقر.
وبهذه المناسبة أذكر أنني مرة دعيت للكلام في حفل نسائي عن المرأة وموقف الإسلام منها وشرحت - فيما شرحت - رأي الإسلام في تعدد الزوجات، ومما قلت للمحاضرات - وهن يتجهن للوم الرجل على تعدد الزوجات -:
إذا كنتن لا تردن تعدد الزوجات فما عليكن إلا أن تنفقن فيما بينكن على ألا تتزوج واحدة منكن أي زوج متزوج، فإن ذلك الاتفاق وتنفيذه بدقة يجعل الرجل لا يجد سبيلا لمباشرة تعدد الزوجات، أما إذا قبلت المرأة أن تتزوج من متزوج فاللوم عليها لا على الرجل أو على الأقل عليها وعلى الرجل.
وتساءلت: هل المرأة التي تتزوج متزوجا أو كما يقولون تتزوج على ضرة كانت تقدم على ذلك لو وجدت سواه في مكانته؟ الإجابة الواضحة أنها قبلت التزوج منه لأنها لا تجد غيره، أو لا تجد من يماثله ويكون أعزب.
والنتيجة التي انتهيت إليها أن صراخ النساء ضد تعدد الزوجات سيضر النساء أكثر مما يضر الرجال، ويضيع الفرصة على كثيرات منهن، تقبلن على هذا الزواج وتسعدن في رحابة.