والاتجاه للرهبنة والتبتل يعطل ما منحه الله للإنسان من قوى التفكير والإرادة والعمل، كما يبقى أسرار الكون ومنافعه كامنة، وقد سخرها الله جميعها للإنسان وسلطه عليها، ومهد له طريق إظهارها وعمارة الكون بها (1) ثم إنه يتنافى مع توجيهات الله التي أباحت الطيبات وحثت عليها. اقرأ معي هذه الآيات التي أوضحت هذه الاتجاهات:
- وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون (2).
- وأن ليس للإنسان إلا ما سعى (3).
- هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه (4).
- وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها (5).
- والله جعل لكم من بيوتكم سكنا، وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم، ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين (6).
- وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره (7).